عقم في معالجة ملفّ كوسوفو... وتعهّد بمكافحة مشتركة للإرهاب اختتمت مجموعة الثماني قمّتها، التي عُقدت على مدى 3 أيّام في هيليغندام في ألمانيا أمس، بتحذيرات لإيران والسودان وكوريا الشماليّة، فيما لم يسجّل أيّ تقدّم على صعيد ملفّ كوسوفو.
وهدّدت المجموعة (بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وروسيا والولايات المتحدة) إيران باتّخاذ «إجراءات جديدة» بحقّها بسبب تطلّعاتها النووية. وجاء في بيانها الختامي أنّها «تستنكر» عدم التزام طهران مطالب مجلس الأمن الدولي بوقف عمليّات تخصيب اليورانيوم، موضحةً أنّ العقوبات على طهران حتميّة إذا لم تف الجمهورية الإسلامية بالتزاماتها.
وفي تحذير آخر، حثّ قادة المجموعة كوريا الشمالية على وقف كل برامجها الذرية، داعين بيونغ يانغ إلى «الامتناع» عن إجراء أيّ تجربة نووية جديدة أو إطلاق صواريخ والتخلي عن كل الأسلحة النووية والبرامج النووية الحالية «بطريقة تامّة يمكن التحقّق منها ولا يمكن عكسها»، وطالبوا الجزيرة الشيوعيّة بـ «العودة الى الالتزام التام» بمعاهدة الحد من الانتشار النووي وتطبيق قرارات مجلس الأمن.
وحظي النزاع في دارفور باهتمام واسع في مناقشات القمّة، وقاد الرئيس الأميركي جورج بوش الدعوات إلى اعتماد نهج متشدّد تجاه الحكومة السودانية بسبب النزاع في الإقليم المضطرب الواقع في غرب البلاد.
وجاء في البيان الختامي تشديد على أهميّة «أن يتحمّل منتهكو حقوق المدنيّين في دارفور مسؤولية أعمالهم، وأن يُحال منفّذو الأعمال الوحشية إلى العدالة»، في إشارة إلى وزير الداخليّة السوداني السابق ووزير الشؤون الإنسانيّة الحالي أحمد هارون ومساعده على قشيب.
وفي ما يتعلق بإقليم كوسوفو، أعلنت الرئاسة الألمانية للقمّة أنّ المجتمعين لم يتوصّلوا إلى اتفاق مشترك حول المسألة، مشيرةً إلى استمرار الاختلافات في وجهات النظر حول مستقبل الإقليم الصربي.
وجاء في البيان الختامي أنّ «وجهات النظر لا تزال مختلفة حول الجوهر وحول سبل إحراز تقدّم»، حيث لاقت مقترحات الأمم المتّحدة معارضة من جانب روسيا وصربيا مع إعلان بلغراد أن مسودة المقترحات، التي قدّمها المفوّض الأممي مارتي أهتيساري، تنتهك السيادة الصربية.
وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد طرح في هذا الشأن تأجيل قضيّة كوسوفو 6 أشهر من أجل السماح لقادة الصرب وكوسوفو بدراسة الأفكار البديلة، وهي فرضيّة رفضها ساسة الإقليم، الذي قال رئيس وزرائه أجيم سيكو «لا نستطيع الانتظار أكثر من ذلك. يتزايد الإحباط وبدأنا نفقد صدقيتنا من دون سبب... لا تخذلونا».
وتعهّد «الثمانية الكبار» بمكافحة الإرهاب بشكل مشترك في جميع أنحاء العالم، وقالوا في البيان في الشق المتعلّق بالسياسة الخارجيّة، إنّ «الإرهاب هو أحد أسوأ التهديدات التي تواجه الأمن والسلام الدوليين وحياة البشر وممارستهم لحقوقهم»، معربين عن قلقهم البالغ بشأن تزايد استخدام الإرهابيين لوسائل الاتصالات المتطوّرة وتكنولوجيا المعلومات.
ونالت أفريقيا حصّتها من محادثات القمّة، وحث الزعماء المجتمعون الحكومات الأفريقية على القضاء على الفساد والكسب غير المشروع، متعهّدين بتقديم 60 مليار دولار لمحاربة مرض «فقدان المناعة المكتسبة» (أيدز) وأمراض أخرى تضرب مناطق في أفريقيا وآسيا.
وأكّدت مصادر الوفد الفرنسي المشارك في القمة أن ساركوزي اتّفق مع رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير على إطار خاصّ لمعاهدة مبسّطة للدستور الأوروبي الموحّد.
وقال ساركوزي، الذي سيجري الاسبوع المقبل محادثات في بولندا يعرض فيها تصوّراته بشأن المعاهدة الأوروبية الجديدة، عقب الاجتماع، «اتفقنا على ضرورة وجود معاهدة جديدة لا دستور مصغر»، مشيراً إلى تقدّم المساعي المبذولة في هذا السياق.
وتجدر الإشارة إلى أنّ بوش تغيّب عن حضور الجلسة الأولى من المباحثات الختاميّة للقمة لإصابته بوعكة صحيّة طفيفة تمثلت فى إصابته بآلام خفيفة فى المعدة، إلّا أنّه عقد جلسة محادثات مع ساركوزي في جناحه الخاص في الفندق، هي الأولى بينهما مذ أدلى الأخير بيمينه الدستوريّة الشهر الماضي.
وقال مصدر في البيت الأبيض إنّ ساركوزي قبل بكرم لقاء بوش في «جناحه الخاص»، مضيفاً أن «الرئيس (بوش) شعر بأنّ بينهما إلفة شخصية حقيقية».
والتقى زعماء «الثماني» بشكل منفصل نظراءهم من «مجموعة الدول الخمس النامية» المكوّنة من الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا والمكسيك، وتركّزت المحادثات على التحدّيات التي يفرضها التغيّر المناخي.
وضغطت ميركل على الاقتصاديّات الناشئة، وعلى الأخصّ الصين والهند، للانضمام إلى حملة مواجهة التغير المناخي، لكن الدولتين قالتا إنّ المسؤولية الأساسيّة في مواجهة ارتفاع حرارة الأرض تقع على عاتق الدول الصناعية.
(د ب أ، أف ب، رويترز)