غزة ــ رائد لافي
نفذت المقاومة الفلسطينية عملية نوعية خلال الساعات الماضية، اقتحمت خلالها موقعاً للجيش الإسرائيلي، لتعيد الأنظار إلى وجهة السلاح الفلسطيني، الذي تاه في زواريب الاقتتال الداخلي


استشهد مقاوم فلسطيني، وأصيب آخرون، خلال الساعات الـ 24 الماضية، التي شهدت سلسلة من الغارات الجوية الاسرائيلية، عقب عمليتين فدائيتين قالت فصائل المقاومة الفلسطينية إنها قتلت فيهما خمسة جنود إسرائيليين في جنوب قطاع غزة ووسطه.
وأعلنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة «فتح»، مسؤوليتهما عن عملية «الصيف الساخن» الفدائية ضد موقع «كيسوفيم» العسكري الاسرائيلي شرق مدينة دير البلح، وسط القطاع.
واستشهد المقاوم في «سرايا القدس» محمد الجعبري (21 عاماً) من حي الشجاعية شرق مدينة غزة، بعدما اعتلى برجاً عسكرياً اسرائيلياً في الموقع، واشتبك مع جنود الاحتلال.
وتشير تفاصيل العملية الى أن اربعة مقاومين من «سرايا القدس» و«كتائب شهداء الأقصى»، اقتحموا الموقع العسكري الإسرائيلي بسيارة عسكرية رباعية الدفع تشبه الى حد كبير تلك التي يستخدمها رجال المخابرات الاسرائيلية. غير أن وسائل الإعلام الإسرائيلية روجت مقولة استخدام المقاومين سيارة تحمل شارة صحافية، وهو ما نفته «سرايا القدس».
اتهم المتحدث باسم «سرايا القدس»، أبو أحمد، حكومة الاحتلال بالتضليل. وقال إن «المقاومين الاربعة استقلّوا سيارة أعدت محلياً لتكون شبيهة بسيارات المخابرات الاسرائيلية». وأضاف أن المقاومين فجّروا الشريط الإلكتروني المؤدي إلى الموقع العسكري، قبل أن يشتبكوا بضراوة لنحو ثلاث ساعات مع جنود الاحتلال.
وقال ابو احمد إن ثلاثة من المقاومين عادوا إلى قواعدهم بسلام، بينما ظل المقاوم الرابع يقاوم وهو متحصن في البرج العسكري أكثر من ساعتين، قبل أن يقتل جندياً اسرائيلياً كان يحتجزه داخل البرج، ويستشهد بعدها في المعركة.
وفيما أكد أبو أحمد مقتل جنديين اسرائيليين آخرين خلال العملية الفدائية، نفت مصادر عسكرية اسرائيلية وقوع أي اصابات في صفوف قوات الاحتلال في الموقع.
وكانت «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، قد أعلنت في وقت سابق مسؤوليتها عن قتل جنديين إسرائيليين، باستهداف مجموعة من قوات الاحتلال شرق مدينة رفح، جنوب القطاع، غير أن مصادر قوات الاحتلال نفت وقوع اصابات.
في هذا الوقت، شهدت مناطق شمال القطاع حركة نشطة لقوات الاحتلال الاسرائيلي المدعومة بالدبابات والآليات العسكرية، وسط عمليات اطلاق نار كثيفة في اتجاه منازل المواطنين. وقالت مصادر محلية وأمنية فلسطينية إن قوات الاحتلال الاسرائيلي تدعمها الدبابات والجرافات، توغلت في الاطراف الشمالية لبلدة بيت حانون، وشرعت على الفور في عمليات جرف واسعة في الأراضي الزراعية.
ووفقاً للمصادر نفسها، فإن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات إضافية لقواتها المرابطة فوق أراضي المستوطنات السابقة المطلة على بلدة بيت لاهيا.
وأصيب 6 فلسطينيين بجروح في ثلاث غارات إسرائيلية استهدفت أهدافاً فلسطينية في مدينة غزة. وقصفت الطائرات الإسرائيلية بصاروخين مركز فلسطين للدراسات والبحوث، الذي يديره القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الدكتور محمد الهندي، في مخيم الشاطئ في المدينة، وألحقت به دماراً كبيراً.
كذلك دمرت الطائرات الحربية الاسرائيلية جمعية خيرية مقربة من حركة «الجهاد الاسلامي» في منطقة التوام، شمال مدينة غزة. واستهدفت الطائرات بصاروخ واحد ورشة صناعية في حي الشيخ رضوان، شمال مدينة غزة، وألحقت أضراراً مادية جسيمة بالورشة المذكورة، وبعدد من المنازل والمباني السكنية المحيطة.
وقال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أول من أمس، إن مصر ترى أن إرسال قوات دولية لحفظ السلام إلى الاراضي الفلسطينية أمر يقرره الطرفان الاسرائيلي والفلسطيني وحدهما من خلال مشاورات مباشرة في ما بينهما وبمساعدة المجتمع الدولي.
وقال ابو الغيط إن ذلك «يتطلب عناصر أساسية يجب توافرها لنجاح مهمة هذه القوات»، بينها «ألا يكون هناك اقتتال فلسطيني ــــــ فلسطيني لأنه يؤدي الى عدم تمكن هذه القوة من الوجود على الارض لأن التعرض لها سيكون احد الاحتمالات».