strong> صدام أميركي - روسي حول كوسوفو يهدّد بزيادة حدّة التوتر بين البلدين
الجولة الأوروبية للرئيس الأميركي جورج بوش، التي بدأها أول من أمس في إيطاليا قبل أن ينتقل أمس إلى ألبانيا، كانت مناسبة لتظهير صدام أميركي ـــ روسي جديد يهدد بزيادة حدة التوتر بين البلدين، حول إقليم كوسوفو، ذي الغالبية الألبانية، بعدما ردت موسكو مباشرة على ما أعلنه سيد البيت الأبيض حول عدم نيته «الانتظار طويلاً» لإعلان استقلال الإقليم.
ولم ينس بوش في جولته الوضع اللبناني، فقد وجّه من روما تحذيراً إلى دمشق من التدخّل في الشأن اللبناني. ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية «أنسا» عنه، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي في روما، تحذيره «سوريا من استمرار تعطيل حكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة». وشدد على أنه «من الهام جداً ألّا تستمر التأثيرات الأجنبية، مثل تلك من قبل سوريا في تعطيل حكومة السنيورة». وقال «حالياً علينا أن نضمن صمود حكومة السنيورة».
وأضاف بوش: «إن واحداً من أفضل الطرق» لفعل ذلك يكون «بالاستمرار في المحاكمة الخاصة باغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري عام 2005». وأشار إلى أنه يجب أن «تكون هناك عواقب لكل تصرف يمكن أن يؤثر على استقرار الديموقراطية».
وخلال محادثات مع نظيره الإيطالي جيورجيو نابوليتانو، أعرب بوش عن تأييده لاستقلال كوسوفو بإشراف الأمم المتحدة. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو، للصحافيين، إن الرئيسين «تحدثا عن كوسوفو وعن أهمية الاستمرار في دفع المحادثات مع مجلس الأمن الدولي باتجاه تطبيق خطة (مبعوث الأمم المتحدة الخاص مارتي) اهتيساري الخاصة باستقلال كوسوفو».
وقال، بعد لقائه مع البابا بنديكتوس السادس عشر، إنه شعر بـ«الهيبة»، وكان يناديه «سيدي». أما البابا فدعا إلى إيجاد حلول «إقليمية» و«تفاوضية» للأزمات التي يواجهها الشرق الأوسط.
وذكر بيان للفاتيكان أنه «تم التركيز على الموضوع الفلسطيني الإسرائيلي، ولبنان، والوضع المقلق في العراق، والأوضاع الحرجة التي تواجهها المجتمعات المسيحية»، فيما قال بوش إنه يبذل كل ما بوسعه لحماية مسيحيي العراق.
وسبّبت سيارة الليموزين، التي يستقلّها الرئيس الأميركي، العديد من المواقف المحرجة بعدما تعطلت، فاضطر لتبديلها وسط الشارع، ثم ليتخلّى عن الثانية ويدخل إلى باحة سفارة الولايات المتحدة في روما مشياً على الأقدام بعدما تعذر دخول الليموزين البديلة عبر البوابة الخارجية.
ورافقت زيارة بوش إلى روما تظاهرات حاشدة، دفعت إلى نشر نحو 10 آلاف من رجال الشرطة في شوارع العاصمة الإيطالية، بينما حلقت المروحيات في الأجواء. واشتبك المتظاهرون المحتجون مع الشرطة الإيطالية، التي ردّت بإطلاق الغازات المسيلة للدموع ضد المتظاهرين. وقدرت أعداد المتظاهرين بعشرات الآلاف.
وعلى عكس روما، لاقت زيارة بوش إلى العاصمة الألبانية تيرانا تظاهرات «ترحيب»، فوضع آلاف الألبان من مختلف الأعمار على رؤوسهم قبعات «العم سام» ولوّحوا بالأعلام الأميركية أثناء تجمعهم حول ساحة سكيندربرغ والقصر الرئاسي، بينما كان الرئيس الفرد مويسيو يرحب بضيفه الأميركي.
وأعلن بوش، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الألباني صالح بيريشا، رفضه «حواراً إلى ما لا نهاية» حول الوضع النهائي لإقليم كوسوفو. وأشار إلى أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بسرعة فإنه «يمكنكم القول: كفى، كوسوفو مستقل».
وأضاف بوش: «إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع روسيا وصربيا في وقت قريب نسبياً برأيي، فعلينا أن نقدم القرار» إلى مجلس الأمن و«هذا ما تعنيه المهلة النهائية»، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة بحاجة للتحرك بشأن استقلال كوسوفو.
ورداً على الإعلان الأميركي، قال مصدر رسمي روسي رفيع المستوى لـ«رويترز» إن روسيا لن تغير موقفها المعارض لاستقلال الإقليم على الرغم من رغبة بوش في إيجاد تسوية لمستقبله في القريب العاجل.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد اجتمع، أول من أمس، مع رئيس الوزراء الصربي فويسلاف كوستونيتشا لبحث مسألة كوسوفو على هامش منتدى اقتصادي في سان بطرسبرغ.
وقال مسؤول روسي «سأله الرئيس الروسي على وجه التحديد إن كانت صربيا لا تزال على موقفها (المعارض لاستقلال كوسوفو). وبعد أن سمع رداً إيجابياً، قال إن موقف روسيا لن يتغير أيضاً».
(أ ب، رويترز، أ ف ب، د ب أ)