نفى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، كل على حدة أمس، تسلم أي دعوة من اللجنة الرباعية الدولية إلى المشاركة في اجتماعاتها المقبلة التي ستعقد في القاهره أواخر الشهر الجاري. وقال أولمرت، خلال لقائه مع وزيرة الخارجية اليونانية دورا باكويانيس أمس، إنه «على استعداد للالتقاء بالرئيس الفلسطيني في أي وقت»، مضيفاً أن عباس هو من ألغى اللقاء الأخير بينهما.
ومن جهتها، قالت الوزيرة اليونانية إنها ستثير خلال اجتماعاتها مع المسؤولين في المنطقة موضوع الجندي الاسرائيلي الأسير جلعاد شاليط المحتجز في غزة واستمرار إطلاق القذائف على إسرائيل وتهريب الأسلحة إلى القطاع.
وبعد لقائها الرئيس الفلسطيني، شددت باكويانيس على أن اليونان بصفته جزءاً من الاتحاد الأوروبي، يدعم كلياً جهود عباس من اجل السلام. وقالت، في مؤتمر صحافي مشترك مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، ان «هذه اللحظة تاريخية لعملية السلام ولا ينبغي تضييعها». وأضافت «ان مبادرة السلام العربية ولقاءات الاتحاد الاوروبي واللجنة الرباعية التي عقدت قبل عشرة ايام تصب في سبيل دعم عملية السلام»، داعية الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي إلى «الاستمرار في المحادثات لأنها الطريق الوحيد لوقف العنف».
وقال عريقات إن عباس «شرح لوزيرة الخارجية الصعوبات التي عوقت لقاءه برئيس الوزراء الاسرائيلي، لأن الرئيس يريد نجاح المفاوضات وأن تخرج هذه اللقاءات بنتائج ايجابية». وأضاف «ان الرئيس حذّر من انهيار المؤسسات الفلسطينية جراء الحصار المفروض»، مطالباً «بالإفراج عن الاموال الفلسطينية المحتجزة لدى اسرائيل لأنها اموال فلسطينية وليست منحة من اسرائيل».
وخلال جولة قام بها على مدارس رام الله، نفى عباس أن يكون قد تلقى دعوة إلى المشاركة في اجتماع الرباعية في القاهرة.
وكان وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط قال أول من أمس، إن الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي قد يشاركان في اجتماع اللجنة الرباعية. وأوضح أن الرباعي الدولي قرر في اجتماعه الأخير في برلين دعوة الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي إلى إيفاد ممثلين للمشاركة في الاجتماع المقبل للجنة على مستوى وزراء الخارجية وبمشاركة
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وطالبت مصر أمس اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط ببذل جهود لتحقيق تقدم حقيقي في عملية السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية والمتوقفة منذ أكثر من ستة اعوام.
وحذّر المتحدث الرئاسي المصري سليمان عواد اللجنة الرباعية، التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة، من «عقد الاجتماع لمجرد الاستهلاك الإعلامي».
وقال عواد إن «مصر تجري اتصالات مع اعضاء اللجنة الرباعية للتأكيد أن الاجتماع المقبل للرباعية الدولية الذى سيعقد في مصر هذا الشهر لا بد أن يأتي محققاً لتقدم ملموس وألا يكون في سياق الاجتماعات العديدة التي لا تعدو أن تكون فرصة لالتقاط الصور وصنع العناوين الرئيسية للصحف». وأضاف أن «مصر تتطلع لاجتماع للمجموعة الرباعية ترقى نتائجه لخطورة الوضع الراهن على الساحتين الفلسطينية والاسرائيلية، وأن يسمّي الاجتماع الاشياء بأسمائها، وأن يصدر رسالة واضحة تؤكد التزام المجتمع الدولي بكسر جمود عملية السلام والتحرك لتهدئة الوضع في غزة وفي الضفة الغربية بما يهيئ الاجواء المواتية للعودة إلى التفاوض».
ومنح الاتحاد الاوروبي أمس اربعة ملايين يورو لوزارة المال الفلسطينية لتنفيذ مشروع يهدف الى تحسين الادارة في الوزارة، وهو أول مساعدة اوروبية مباشرة للسلطة الفلسطينية منذ تولّي «حماس» رئاسة الحكومة قبل اكثر من عام.
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي، د ب أ)