strong> زيارة «تقصّي حقائق» مفاجئة لبراون... والاحتلال ماضٍ بتسليح السنّة
عزل النوّاب العراقيّون بغالبيّة 113 صوتاً من أصل 168، حضروا الجلسة، رئيس البرلمان محمود المشهداني، أمس، بناءً على اقتراح تقدّمت به جبهة «التوافق» السنية، على خلفية «مشادات تخلّلتها اشتباكات وضرب بالأيدي» بين حرّاسه والنائب من قائمة «الائتلاف العراقي الموحّد» فرياد عمر أوّل من أمس.
ويرى مراقبون أنّ «عوامل سياسية» دفعت إلى «عزل» المشهداني، المنتمي إلى «التوافق»، بصفته عضواً في مجلس «الحوار الوطني». وأضافوا انّ موقف «التوافق» أملاه «الحزب الإسلامي» الذي يسعى إلى الفوز بالمنصب، وسط محاولات جهات إنهاء العديد من الملفّات الحاسمة مثل قضية كركوك وقانون النفط.
وفيما أكّد الناطق الرسمي باسم «التوافق» سليم الجبوري أن إقصاء المشهداني يعود إلى «الرغبة التي توفّرت لدى الجبهة منذ فترة بضرورة تعديل أداء مجلس النواب»، أشار المكتب الإعلامي لرئيس المجلس المقال إلى أنّ بعض الجهات «آثرت تسييس هذا الحادث»، بناءً على اعتراض المشهداني على «مشاركة الشركات الأجنبية في عقود استخراج واستثمار النفط العراقي»، وإعرابه عن توجّه المجلس نحو «تأجيل موضوع كركوك أو جعلها إقليماً مستقلاً».
وكانت مشاجرة قد اندلعت بين فرياد عمر والحراس الشخصيّين لرئيس المجلس بسبب عملية تفتيش. وتدخّل المشهداني، موعزاً لحرّاسه «بضرب النائب بشدّة عوضاً عن التهدئة»، بحسب مصادر تحدّثت لوكالة «فرانس برس» أوّل من أمس.
في هذا الوقت، حضّ رئيس الوزراء البريطاني المقبل، وزير الخزانة الحالي، غوردون براون، الذي وصل إلى بغداد أمس في زيارة «تقصّي حقائق» مفاجئة، كبار المسؤولين العراقيين على «تسريع الإصلاحات التشريعية المتوقعة وعملية التطوير الاقتصادي».
ولفت بيان حكومي إلى أنّ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أوضح خلال لقائه خليفة طوني بلير، الذي يرافقه وزير الدفاع ديز براون، أنّ «حلّ المشكلة (في العراق) لا ينحصر في زيادة عدد القوّات لأنّها في جذورها مشكلة سياسية. ومن هذا المنطلق اعتمدنا خيار المصالحة الوطنية».
من جهته، أوضح براون، للصحافيّين المرافقين له، أنّه جاء «لينصت ويتعلّم» قبل توليه منصبه في 27 الشهر الجاري. وقال «أنا هنا لأرى ماذا يحدث مع (تنظيم) القاعدة... وبالنسبة لإيران والصراعات الطائفية، ولأرى كلّ الناس على الأرض وتقويم ما يحدث حتى أكون على اطلاع بشكل أفضل».
وتتزامن زيارة براون، الذي يستبعد انسحاباً قريباً لقوّات بلاده من بلاد الرافدين (البالغ عديدها نحو 5500 عنصراً)، مع ارتفاع حدّة الجدل في لندن حول «التحقيق» في الغزو، حيث رأى زعيم حزب «المحافظين» المعارض وليام هيغ أنّه «من المهم جداً» البدء به بحلول نهاية العام الجاري «قبل أن تُمحى الأحداث من الذاكرة ويختفي الكثير من المراسلات».
كذلك تأتي الزيارة في وقت تتكثّف فيه الدعوات إلى تحديد جدول زمني لانسحاب القوّات البريطانية، وكانت آخرها مطالبة زعيم حزب «الديموقراطيين الأحرار» منزيس كامبيل، براون بأن يوضح للمالكي «أنّ استمرار وجودنا في هذا البلد لا يمكن تحمّله بعد الآن».
وفي السياق، أعرب وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، أوّل من أمس، عن اهتمام بلاده «باستتباب الأمن والاستقرار في العراق». ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) عنه قوله، خلال اجتماعه مع نائب المالكي، برهم صالح في طهران، إنّ أمن واستقرار العراق «يرتبط بصورة مباشرة باستقرار وأمن المنطقة ويُعدّ من سياسات إيران الرئيسية».
أمنياً، أعلن المسؤول الإعلامي في محافظة النجف أحمد دعيبل، في حديث لـ«فرانس برس»، أنّ شرطة الحدود في بادية النجف ضبطت، أمس، شاحنة سورية «تحمل مواد شديدة الانفجار» دخلت إلى العراق من معبر الوليد في محافظة الأنبار، بعد التصريح لها على أنها «محمّلة قطع غيار للسيارات». وتمّ توقيف سائقها السوري الجنسيّة.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، أنّ بعض قادة الاحتلال في العراق أقرّوا خطة جديدة تقضي بتسليح مجموعات من العرب السنّة، تعهّدت محاربة مسلّحي «القاعدة»، بعدما أثبتت مثيلاتها نجاحها في محافظة الأنبار (غرب). إلّا أنّ منتقدي هذه الاستراتيجية يرون أنّها قد تؤدّي إلى قيام الولايات المتحدة بتسليح مجموعات من الجانبين في حرب أهلية مقبلة، ويشيرون أيضاً إلى خطر استخدام هذه الأسلحة ضد الشيعة أو حتّى ضدّ القوّات الأميركيّة نفسها.
ميدانيّاً، أعلن المتحدّث باسم الجيش الأميركي العقيد راندي مارتن أنّ 3 من جنوده قتلوا، وأصيب 6 آخرون في هجوم انتحاري بسيارة على جسر في المحمودية في ساعة متأخرة من مساء أوّل من أمس. وقالت الشرطة إنّ 12 عراقيّاً على الأقل لقوا مصرعهم خلال هجمات متفرّقة، غالبيّتها شمال بغداد.
(أ ف ب، يو بي آي، د ب أ، رويترز، الأخبار)