القاهرة ـ خالد محمود رمضان
دعت مصر والأردن أمس حركتي «فتح» و«حماس» إلى وقف الاقتتال الداخلي، فيما أجرت القاهرة سلسلة اتصالات للتهدئة.
وعلمت «الأخبار» أن رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان وجه أمس رسائل عاجلة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) وإلى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل يدعوهما خلالها إلى استخدام كل نفوذهما السياسي والحركي لوقف التدهور الحاصل في الأراضي المحتلة.
وتزامن هذا مع اتصال نادر قام به المرشد العام لجماعة «الإخوان» المسلمين في مصر محمد مهدي عاكف مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أعرب خلاله عن قلقه من هذه الأحداث، كما وعد بالتدخل وبذل كل ما بوسعه لدى قيادة حركة «حماس» «لوأد هذه الفتنة، ووقف الصراع الدامي الذي لا يليق بالشعب الفلسطيني ونضاله».
وفي السياق، قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني عبد الإله الخطيب في القاهرة، إن هناك «غضباً وضيقاً ومطالبة للفلسطينيين بالتوقف عن الاقتتال».
وأضاف أبو الغيط، في ختام القمة التي جمعت الرئيس المصري حسني مبارك والملك الأردني عبد الله الثاني، ان المباحثات تناولت الوضع الفلسطيني والاقتتال الفلسطيني الداخلي. وسئل عما إذا كانت هناك أياد خفية تؤجج الاقتتال الداخلي الفلسطيني، فقال إن «هناك مسؤولية فلسطينية ـــــ فلسطينية وهناك بالتأكيد أياد خفية». وأضاف «إذا كان هناك أياد خفية، وهو الأمر الذي نعترف به، فعلى الفلسطينيين أن ينضجوا ويعوا أنهم يضيعون كل ما بذلوه من جهد ونضال على مدى ستين عاماً من عمر هذه القضية».
وتابع أبو الغيط «إذا كان هناك من يرغب في تسهيل الاقتتال الفلسطيني لمصالح خاصة به، فإن على الفلسطينيين أن يتوقفوا ويعودوا إلى الرشد وإلى العقل». وقال إن هناك جهوداً مصرية متصلة دائماً لوقف الاقتتال وإن سعي الوفد الأمني المصري في غزة والمباحثات الفلسطينية ـــــ الفلسطينية بين الفصائل في القاهرة تسعى لتحقيق هذا الهدف»، إلا أنه أوضح «لكن، للأسف، هناك كثيرون يفضلون المصالح الضيقة في مواجهة مصالح الأمة».
أما الخطيب فقال من جهته إن القضية الفلسطينية تمر «بظروف بالغة الصعوبة تتمثل في الاقتتال الفلسطيني المرفوض والذي يجب وقفه لأنه ليس له أي مبرر».
ويقوم أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني اليوم الأربعاء بزيارة إلى مصر ليبحث مع الرئيس المصري تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط.