القاهرة ــ عبد الحفيظ سعد
حصد مرشحو الحزب الوطني الديموقراطي المصري الحاكم جميع مقاعد مجلس الشورى المصري، باستثناء مقعد واحد حصلت عليه المعارضة مجتمعة، وكان من نصيب مرشح حزب التجمع اليساري أحمد شعبان، وذلك في انتخابات التجديد النصفي للمجلس التي أُجريت أول من أمس.
لكن مقعد المعارضة اليتيم هذا كان موضع حملة من المعارضة نفسها، وفق تصور يرى أنه جاء بصفقة بين رئيس حزب التجمّع رفعت السعيد وقادة الحزب الوطني، بعد قرار أحزاب المعارضة الرئيسية (الوفد والناصري) بالمقاطعة. أما المعلومات التي تسربت عن تلك الصفقة فقد كان مصدرها الرئيسي جماعة «الإخوان» المسلمين.
وتقدم عضو مجلس الشعب السابق والمرشح الحالي للشورى محمد البدرشيني، بمذكرة عاجلة إلى رئيس اللجنة العامة للانتخابات في الإسكندرية المستشار أحمد الجمل، يتهم فيها أجهزة الأمن بالتزوير لمصلحة مرشح حزب التجمع، إلا أن الأمين العام للحزب حسين عبد الرازق، نفى وجود صفقة من أي نوع، ووصف ذلك بأنه «دعاية يطلقها الإخوان المسلمون ومرشح التجمّع في الاسكندرية». وأضاف إنه تعرّض لمضايقات قوية وحرب خاضتها ضده مباحث أمن الدولة ومحافظ الاسكندرية، وإن اسمه استُبعد من قوائم المرشحين ثم أُعيد إدراجه فيها، قبل إجراء الانتخابات بساعات قليلة عقب حصوله على حكم قضائي بإدراج اسمه. وأشار عبد الرازق الى أن «التجمّع لم يقدّم شيئاً إلى الحزب الوطني حتى ينجح له مرشح».
وفي السياق، قدّم ما يزيد على 50 نائباً من أعضاء الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين في مجلس النواب، طلبات إحاطة لمناقشة الأحداث التي شهدتها انتخابات مجلس الشورى منذ بدء عملية الاقتراع حتى نهايتها، على أن تخصَّص جلسةُ مجلس الشعب غداً لهذه الطلبات والبيانات العاجلة. كما عقد مرشحو «الإخوان» وأعضاء في كتلتهم البرلمانية أمس مؤتمراً صحافيّاً شرحوا فيه ما تعرّضوا له من «تجاوزات وانتهاكات» ارتكبها الحزب الوطني وأجهزة الأمن امس خلال عمليات الاقتراع.
ووصف مرشحو «الإخوان» هذه الانتهاكات بأنها «جرائم»، مشيرين الى أنها تنوّعت ما بين إغلاق اللجان الانتخابية، ومنع المواطنين من الوصول إلى صناديق الاقتراع، والاعتداء بالضرب على الناخبين وعلى المرشحين، والتهديد وإرهاب رؤساء وأعضاء لجان التصويت، والاستعانة بـ «البلطجية والبلطجيات» لافتعال المشاجرات، وتسويد البطاقات، والتزوير بالتصويت لمصلحة مرشحي الحزب الحاكم.
وأكّد المتحدث باسم الكتلة البرلمانية لـ «الإخوان»، حمدي حسن، أن «هناك تجاوزات عديدة وقعت، لكن الإخوان سيستمرون في خوض الانتخابات ولن يثنيهم ما حدث في الشورى عن مطالبهم بالإصلاح»، مشيراً إلى أن ما حصل «فضح مصر خارجياً وداخلياً وضرب بكل ما يدعيه النظام عن الإصلاح عرض الحائط وأعادنا إلى النقطة الصفر وقت تسويد الانتخابات التي أشرف عليها الأمن بعد استبعاد القضاة من الإشراف عليها».
من جهة أخرى، (يو بي آي)، قال مصدر قضائي مصري إن بعض أنصار النائب في مجلس الشعب عن الحزب الوطني هاني سرور، اعتدوا بالضرب أمس على مصورين وصحافيين في أولى جلسات محاكمته بتهمة توريد أكياس دم ملوثة الى وزارة الصحة.