نقلت صحيفة «هآرتس» أمس عن ممثلي الجانب الأميركي في محادثات الحوار الاستراتيجي مع إسرائيل، التي جرت في الأسبوع الماضي، أن الإدارة الأميركية ترى في تعزيز حكم رئيس الحكومة الرئيس فؤاد السنيورة أولوية عليا لديها، معربين عن قلق الإدارة من «التآمر السوري والإيراني ضدها».وأضاف ممثلو الجانب الأميركي أن إدارة الرئيس جورج بوش ترى «في نجاح السنيورة اختباراً لسياستها في الشرق الأوسط، الساعية إلى تعزيز مكانة حكومات عربية معتدلة وإضعاف المتطرفين»، لكنهم أعربوا عن قلقهم من «مسائل دستورية في لبنان، تقيد استمرار ولاية السنيورة كـرئيس وزراء».
وفي السياق، ذكرت «هآرتس» أن «التقدير يتعزز في إسرائيل من أن الرئيس الأميركي جورج بوش سيعرض خلال الخطاب الرئاسي الذي يلقيه في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، بمناسبة مرور خمس سنوات على عرضه رؤية الدولتين، أفكاراً جديدة ترمي إلى التوصل لاتفاق بين إسرائيل والفلسطينيين». لكن الصحيفة نقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن «الأفكار التي تبلورها الإدارة الأميركية لا تزال مبهمة» وغير واضحة.
وقدرت المصادر السياسية الإسرائيلية أن يعلن بوش إحراز تقدم في اتجاه توقيع مذكرة تفاهم مع إسرائيل تنص على زيادة المساعدات العسكرية الأميركية للدولة العبرية، مشيرة إلى أن «اتفاق المساعدات الساري المفعول تنتهي صلاحيته في العام المقبل، ومعه تنتهي المساعدات الاقتصادية المدنية، وتنوي إسرائيل طلب زيادة المساعدات العسكرية بشكل تدريجي لتصل إلى أكثر من 2.4 مليار دولار سنوياً، كما ينص الاتفاق الحالي بين الطرفين».
وأضافت المصادر الإسرائيلية أن «الأميركيين يرون في زيادة المساعدات لإسرائيل وتزويد دول الخليج بأسلحة حديثة، خطوات مهمة نحو تعزيز الأطراف المعتدلة في المنطقة على حساب تعزيز مكانة إيران»، مشيرة إلى أن ذلك يقف وراء قرار الولايات المتحدة تزويد السعودية قنابل ذكية من نوع «غايدام» رغم معارضة إسرائيل، «ذلك أن دول الخليج تخشى أن يبقيها الانسحاب الأميركي من العراق مكشوفة في مقابل إيران، والتزود بالسلاح يعزز شعورها بالأمن».
وينوي أولمرت لقاء بوش في الأسبوع المقبل، قبل أيام من إلقاء الأخير خطابه الرئاسي. وأشارت «هآرتس» إلى أن اللقاء سيتركز على حث العملية السلمية مع الفلسطينيين، إلى جانب المساعي الهادفة للتصدي للبرنامج النووي الإيراني ومسائل أخرى لم تذكرها الصحيفة.
(الأخبار)