دخلت أطراف دولية أمس على خط الأزمة الداخلية في الأراضي الفلسطينية عبر إعلان الدعم المباشر للرئيس الفلسطيني محمود عباس. وفيما لم يستبعد المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا دوراً للقوات الأوروبية في غزة، حذّرت موسكو من انتقال المواجهات في غزة إلى دول مجاورة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية جان باتيست ماتيي «ازاء التدهور المتسارع للوضع في قطاع غزة، تدعو فرنسا المجموعات الفلسطينية كلّها الى الوقف الفوري للمواجهات الجارية وإعادة الهدوء». وأضاف إن فرنسا «تؤكد مجدداً دعمنا للرئيس عباس ومساره السياسي القائم على جمع الفلسطينيين في حكومة وحدة وطنية».
وفي السياق نفسه، أعربت الرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي عن دعمها للرئيس الفلسطيني، وطالبت بتجنب الوقوع في «حرب أهلية».
من جهته، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إن الاتحاد سيبحث المشاركة في قوة دولية في غزة على الرغم من أن أي قرار بنشر مثل هذه القوة لن يُتّخذ قريباً.
وأوضح سولانا، للصحافيين في بروكسل، «إذا طُلبت منا (المشاركة)، فسندرس إمكان ذلك بالطبع». وأشار إلى أن نحو 70 فرداً من الاتحاد الأوروبي يشاركون بالفعل في مهمة لمراقبة معبر رفح بين غزة ومصر. وأضاف إن إسرائيل قالت إنها لا تمانع من حيث المبدأ إمكان وجود دولي في الجزء الجنوبي من غزة. بعدما كانت تعارض في السابق وجود مثل هذه القوة.
وفي روما، قال رئيس وزراء إيطاليا رومانو برودي إنه يعتصر ألماً ويأسف للاقتتال الداخلي بين الفلسطينيين في قطاع غزة وحث الأطراف المتقاتلة على وقف العنف.
وفي موسكو، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين الأطراف الفلسطينية الى «وقف إطلاق نار فوري». وقال، في بيان له، إن «تصعيد المواجهات الفلسطينية ــــــ الفلسطينية يهدد بالتسبّب بفوضى عامة وبوقوع ضحايا جدد وبتوسيع الصراع في المنطقة».
وحذّر رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الفيدرالية الروسي ميخائيل مارغيلوف من تحوّل المواجهات المستمرة بين «فتح» و«حماس» الفلسطينيتين في قطاع غزة إلى حرب جديدة في الشرق الأوسط. ونقلت وكالة أنباء نوفوستي عن مارغيلوف قوله «قد يؤدي استمرار المواجهات إلى انقسام فلسطين وحرب جديدة في الشرق الأوسط نظراً لوجود حرب في العراق ومواجهات مسلحة في لبنان». وأضاف «لا يعدّ ذلك توقعاً لحرب أهلية بل بداية لها».
إلى ذلك، قال السفير الروسي في القاهرة ميخائيل بوغدانوف أمس إن اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط ستجتمع في القاهرة مع عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في نهاية الشهر الجاري.
وقال بوغدانوف إن روسيا ستعيد طرح فكرتها الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في الشرق الأوسط في موسكو على مستوى الخبراء والمسؤولين في أقرب فرصة ممكنة لمناقشة الأفكار المختلفة الخاصة بحل جميع قضايا الوضع النهائي. وأضاف إن التصور الروسي للمؤتمر الدولي يتضمّن حضور ممثلي الرباعية الدولية ودول الطوق العربي وهي مصر والأردن وسوريا ولبنان، وكذلك الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن بهدف إحلال السلام العادل والشامل.
من جهة ثانية، اتهمت «هيومان رايتس ووتش» الفصائل المسلحة الفلسطينية بارتكاب «جرائم حرب» في الاقتتال الدائر بينها. وجاء في بيان أصدرته المنظمة أن المسلحين سواء التابعين لـ«فتح» أو «حماس» يرتكبون انتهاكات من بينها «الإعدام الفوري (دون محاكمة) للأسرى وقتل أشخاص لا يشاركون في الأعمال العدائية ويشتبكون بعضهم مع بعض بالسلاح داخل مستشفيات فلسطينية أو بالقرب منها».
(أ ب، أ ف ب، يو بي آي، د ب أ، رويترز)