رام الله ــ سامي سعيد
ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة، لـ «الأخبار» أمس، أن القيادي «الفتحاوي» البارز محمد دحلان عاد أمس من القاهرة إلى مدينة رام الله واجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مقر المقاطعة.
وتمثّل عودة دحلان مؤشراً إضافياً إلى امكان انتقال مواجهات غزة بين «فتح» و«حماس» إلى الضفة الغربية، ولا سيما أن «حماس» تتهمه بالمسؤولية عن إشعال فتيل الأزمة في القطاع.
وبدأت تظهر مؤشرات إلى أن الأوضاع تأخذ منحى تصاعدياً في الضفة الغربية، رغم محاولات الأطراف كافة عدم نقل ساحة المعارك. واتهمت «حماس» في الضفة أمس، الأجهزة الأمنية بشن حملة اعتقالات واسعة طالت شخصيات وكوادر ينتمون إليها.
وقالت «حماس» إن عناصر أمنية وفتحاوية أقدمت على اعتقال عدد من عناصرها في رام الله ونابلس وجنين، وأن الحملة الأمنية استهدفت نوادي ومقار تابعة لها في الضفة.
وقالت «حماس»، في بيان من الضفة الغربية، إن «عناصرها ومؤسساتها تعرضوا خلال الـ 72 ساعة الأخيرة إلى 77 اعتداء، بينها 22 حادثة إطلاق نار على أفراد و23 حادث اختطاف فردي و32 حادثاً تخريبياً لممتلكات ومضايقات بالاقتحام وإطلاق النار». وذكرت أن «معظم حوادث الاعتداء نفّذتها بلا أقنعة، شخصيات معروفة بأسماء يرنّ وقعها في أذن أصغر مواطن فلسطيني. وباستخدام سيارات الأجهزة الأمنية».
وحمّلت «حماس» الرئيس الفلسطيني محمود عباس المسؤولية الكاملة عن هذه الأحداث بصفته القائد العام لحركة «فتح» والقائد العام للأجهزة الامنية. ورأت أن «الأحداث والاعتداءات لم تقع مصادفة ولم تكن عابرة، بل هي نابعة من قرار متنفذ مسؤول، وهذه المرة كانت بمشاركة الأجهزة الأمنية بعد اجتماعات مغلقة في محافظات الضفة، فهناك جهات معنية بتأزيم الموقف مثلما أزّمته في غزة».
وحذّر نائب رئيس المكتب السياسي لـ «حماس»، موسى أبو مرزوق، من مغبة نقل الاشتباكات إلى الضفة الغربية.
وقال إن نقل المعركة فيه «خطورة شديدة جداً على أبناء شعبنا ويجب على كل العقلاء، وخصوصاً في فتح، أن يتنبهوا لهذا الخطر وأن يمنعوا رجال محمد دحلان من التحرك والعبث بأمن الضفة الغربية مثلما فعلوا في قطاع غزة».
وأعلن قائد «كتائب شهداء الأقصى» في الضفة، زكريا الزبيدي، «حماس» حركةً محظورة، مُطلِقاً العنان لكافة كوادر الكتائب في الضفة باستهداف مؤسساتها. وقال إن «حماس» اجتازت بتعديها على مقار الأجهزة الأمنية كل الخطوط الحمراء، داعياً أبناء الأجهزة الأمنية إلى التشبث بمواقعهم والصمود فيها.
كذلك قال قائد كتائب شهداء الأقصى في جنين، محمد أبو عراج، إن «هناك مخططاً خارجياً لجر الساحة الفلسطينية إلى بركة من الدماء وتدمير تضحيات شعبنا وإنجازاته، وهذا من المحرمات ولن نسمح به». وأضاف «انطلاقاً من حرصنا على الدم الفلسطيني، قمنا بإغلاق مؤسسات تابعة لحركة حماس والاستيلاء عليها لتكون رسالة تحذير أخيرة لتتحرك قيادة الحركة لوقف ما يجري من مخطط خطير في غزة».
وأحرق ناشطون من مجموعة مسلحة منبثقة عن حركة «فتح» أمس مكتباً لنواب «حماس» في نابلس في الضفة الغربية. ودخل ناشطو «كتائب شهداء الاقصى» إلى المكتب الواقع في احدى البنايات قبل أن يدمروا الاثاث ويرموه مع وثائق من النوافذ.
وأفاد شهود عيان بأن المسلحين عمدوا بعد ذلك إلى إضرام النار في المكتب الذي يستعمل مقراً لنواب «حماس» في منطقة نابلس.
وفي محاولة لمنع انتقال الاشتباكات إلى الضفة، أعلنت الرئاسة الفلسطينية أمس عن تأليف لجنة أمنية مشتركة من الفصائل الفلسطينية لحفظ الأمن والنظام في الضفة الغربية.
وقالت الرئاسة في بيان، إن اللجنة ستجتمع برئاسة عباس وستضم ممثلين عن كل الفصائل الوطنية الفلسطينية.