انتقد وزير الخارجيّة التركي عبد الله غول بشدّة أمس عدم اتخاذ السلطات في بغداد أيّ تدابير بحقّ متمرّدي حزب «العمّال الكردستاني» الذي كثّف أنشطته العدائيّة في الفترة الأخيرة ضدّ الجيش التركي مستخدماً، بحسب أنقرة، شمال العراق قاعدة خلفية له، مؤكّداً أنّ بلاده ستقوم بكلّ ما في وسعها لضمان سلامة مواطنيها. وقال غول، في مناسبة انعقاد مؤتمر عن الأمن في اسطنبول، «المؤسف هو أنّه بالرغم من الجهود الحثيثة التركية لضمان الأمن والاستقرار في العراق وبالرغم من جميع إمكانات التعاون، لم تحرّك السلطات العراقية ساكناً لمنع أنشطة حزب العمال الكردستاني على أراضيها»، مضيفاً إنّ المتمردين «يتحرّكون من دون رادع» ويؤمّنون «الدعم اللوجستي والأسلحة».
وأشار غول إلى «أننا نتوقّع أن يضمن العراق أمن حدوده»، مضيفاً إنّه «إذا عجز عن ذلك فعلى قوّات التحالف تولّي» هذه المهمّة، أو عليه أن «يتعاون مع الجهات القادرة على تسوية هذه المشكلة».
ووسط الأحاديث الكثيرة عن احتمال توغّل تركي داخل الأراضي العراقيّة لقمع المتمرّدين الأكراد الأتراك المتمركزين هناك، وتشديد رئيس حكومة أنقرة رجب طيّب أردوغان على معارضته التامّة لمقاربة الجيش في هذا الشأن، أشار غول إلى أنّه ليس لبلاده «أيّ أطماع للاستيلاء على أراضي أيّ دولة»، موضحاً «أننا لا نواجه مشكلة حدودية مع دولة العراق المجاورة، لكنّ حكومتنا مصمّمة على اتّخاذ التدابير اللازمة لضمان أمن مواطنينا».
وكانت وكالة أنباء الأناضول قد ذكرت في وقت سابق أمس، أنّ جندياً تركياً قُتل في معارك مع متمرّدين في منطقة ريفية في محافظة «الأزيغ» في شرق البلاد.
في هذا الوقت، أكّد القيادي في حزب «العمّال الكردستاني» وأحد مؤسّسيه جميل بايق التزام الحزب الهدنة المعلنة من جانب واحد منذ تشرين الأوّل الماضي، حتى انتهاء الانتخابات التشريعية في تركيا في 22 من الشهر المقبل كي لا يُسفر هذا الاقتراع عن فوز الأحزاب المؤيّدة للجيش التركي، الذي يدعم بدوره إجراءات أكثر جذريّة في الصراع مع المتمرّدين الأكراد الأتراك.
وفي حديث إلى وكالة «فرانس برس» في مقرّه على سفح جبل قنديل (500 كيلومتر شمال بغداد) الواقع في مثلّث الحدود مع إيران وتركيا، قال بايق إنّ المؤسّسة العسكريّة التركيّة «تريد إثارة البلبلة في تركيا للحصول على نتائج جيّدة في الانتخابات لمصلحة حزب دينيز بايكال (الذي يتزعّم «حزب الشعب الجمهوري» العلماني) وإلحاق الهزيمة» بأردوغان.
وعن حشد أنقرة لقوّاتها على الحدود العراقيّة، رأى بايق أنّ هدفه «تقليل تأثير كردستان الجنوبية على كردستان الشمالية وعزلهما وإقامة منطقة أمنية وعسكرية للفصل بين الأكراد»، لكنّه أضاف إنّ «تركيا لن تستطيع منعنا من التواصل مع أكراد الجانب التركي»، مهدّداً بـ«رفع وتيرة العمليات داخل تركيا إذا منعونا من التواصل».
(يو بي آي، رويترز، أ ف ب)