موسكو ـــ حبيب فوعاني
وصل رئيس غرفة التجارة والصناعة الروسية، يفغيني بريماكوف، أمس إلى العاصمة الجورجية تبيليسي، في مهمة «غير مستحيلة»، تبدأ بحضور اجتماعات رؤساء الغرف التجارية والصناعية لدول رابطة الدول المستقلة التي استقلّت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي. وبحسب معلومات صحيفة «نيزافيسيماياغازيتا»، فإن بريماكوف، رئيس الحكومة الروسية الأسبق، مكلّف بمهمة خاصة لا تقتصر على «تطبيع» العلاقات الاقتصادية والتجارية مع جورجيا، بل تتخطّى ذلك لمعالجة العلاقات السياسية المتدهورة بين البلدين، وأن زيارته، التي ستستمر يومين، تُعدّ استمراراً للمباحثات التي جرت بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والجورجي ميخائيل ساكاشفيلي في نهاية الأسبوع الماضي، على هامش المنتدى الدولي الحادي عشر لرؤساء دول رابطة الدول المستقلة في مدينة سان بطرسبورغ الروسية.
وفور وصوله الى تبيليسي، قال بريماكوف إن روسيا ستعود تدريجياً إلى التعاون الاقتصادي مع جورجيا، وستلغي القيود الاقتصادية المفروضة عليها.
ومن المقرّر، بحسب المسؤولين الاقتصاديين الجورجيين، أن يجري بحث التفاصيل التقنية للتجارة البينية، بما في ذلك آفاق تنمية صناعة النبيذ وتوسيع صادراتها داخل أسواق الرابطة، بعدما حظّرت روسيا استيراده لدى تأزّم العلاقات بين البلدين، بسبب الجمهوريتين الجورجيتين غير المعترف بهما أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية.
ومن جهته، قال رئيس الغرفة الجورجية جمال إنايشفيلي، إن الاتجاه الأساسي لبلده «هو إلى إحياء العلاقات التجارية والاقتصادية مع روسيا».
وإذا جرت مقارنة هذا التصريح «الوديع» مع التصريحات النارية السابقة للمسؤولين الجورجيين ضد روسيا، فإنه يُعدّ اختراقاً في العلاقات الثنائية. ويبدو أن السياسة الروسية الجديدة، التي تترك لزعماء دول الرابطة «حرية الاختيار» في مواقفهم السياسية، مع تحميل بلادهم تبعاتها الاقتصادية، قد أجدت؛ وربما كان خير دليل على ذلك حضور جميع رؤساء دول الرابطة الـ 12، وللمرة الأولى منذ سنوات، قمّة سان بطرسبورغ غير الرسمية في 10 حزيران الجاري.
ويعوّل الجورجيون على ألا يقتصر برنامج عمل بريماكوف، الذي ولد في تبيليسي، على لقاءات مع زملائه رؤساء الغرف التجارية والصناعية، وأن يلتقي كبار مسؤولي هذه الجمهورية القوقازية بهدف كسر حالة الجمود بين البلدين.
وفي الوقت نفسه، يرى المحلّلون السياسيون أن موسكو وتبيليسي تستطيعان التوصل إلى اتفاق في مسائل كثيرة باستثناء مسألة انضمام جورجيا إلى حلف شمالي الأطلسي، حيث إنها مصمّمة على الحصول على العضوية في هذا الحلف بأي ثمن ولن تتنازل عن ذلك، وهو ما ترىه موسكو تهديداً محتملاً لأمنها.