سارعت الولايات المتحدة، بعد الإعلان عن حكومة الطوارئ الفلسطينية، إلى التشديد على نيتها إزالة العقوبات عنها ورفع الحصار عن الضفة الغربية.وقال القنصل الأميركي في القدس المحتلة جاكوب والاس، الذي التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، إن الولايات المتحدة تنوي رفع حظر على المساعدات المباشرة لحكومة الطوارئ التي يرأسها سلام فياض. وأضاف «أعتقد أنه لن تكون هناك أي عقبات اقتصادياً وسياسياً في ما يتعلق بالانخراط مرة أخرى مع هذه الحكومة. نعم سيحظون (حكومة الطوارئ) بدعم كامل».
وقال والاس إن واشنطن وشركاءها في اللجنة الرباعية للوساطة في الشرق الأوسط (الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة) سيصدرون إعلانات هذا الأسبوع بشأن رفع العقوبات الاقتصادية.
في المقابل، قال الرئيس الأميركي جورج بوش، في اتصال هاتفي مع الرئيس الإسرائيلي المنتخب شمعون بيريز، إنه يجب «ضرب حماس بشدة». وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن «بوش قال لبيريز إنه يجب التفريق بين المتطرفين والمعتدلين في السلطة، لكن يحظر السماح للإرهابيين أن يرفعوا رأسهم والانتصار».
وفي السياق، أعرب «رباعي» وسطاء السلام في الشرق الأوسط، أول من أمس، عن دعمه لعباس وقلقه بشأن الأوضاع الإنسانية في غزة، لكنه لم يقل ما إذا كان سيخفف حظره على المساعدات المباشرة للسلطة الفلسطينية. ولم يتضمن بيان أصدرته وزارة الخارجية الأميركية أي إشارة إلى ما إذا كانت اللجنة سترفع، كما هو متوقع، حظرها على المساعدات المباشرة للحكومة الفلسطينية.
بدوره، رجح وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن يتم تأجيل اجتماع الرباعية، الذي كان مقرراً نهاية الشهر الجاري، بسبب الأحداث الجارية في الأراضي الفلسطينية. وأضاف «هناك اتصالات تجرى حالياً بين أعضاء الرباعي الدولي للبحث في مدى جدواه، وهل يحتاج الأمر للمضي في عقده أم يتم تأجيله لبعض الوقت إلى حين تكشف التطورات؟».
وأعلن وزير الخارجية الإسباني ميغيل أنخل موراتينوس اتفاقه مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس والاتحاد الأوروبي على توجيه رسالة لإبراز التضامن مع حكومة فياض ودعمها.
وتحدث موراتينوس مع عباس ومع وزير الخارجية السوري وليد المعلم، إضافة إلى رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان وممثلين للجامعة العربية في محاولة للتوصل إلى مخرج للأزمة الطاحنة بين كل من «فتح» و«حماس». أما سويسرا فدعت عباس إلى إيجاد مخرج سلمي للأزمة الناشئة عن سيطرة حركة «حماس» على كامل قطاع غزة وتأليف حكومة طوارئ فلسطينية. وقالت وزارة الخارجية السويسرية، في بيان، إنها أخذت علماً بتشكيل عباس حكومة طوارئ معربة عن قلقها الشديد إزاء الوضع الميداني. وأوضح البيان أن برن «تشجع رئيس السلطة الفلسطينية على مواصلة جهوده بهدف إيجاد حل سلمي للأزمة يأخذ في الاعتبار مصالح جميع الفلسطينيين».
(أ ف ب، رويترز، أ ب، د ب أ)