غزة ــ الأخبار
«القسّام مكافح فيروسات»... و«عباس خارج الخدمة»

وسط الحزن «الفتحاوي» والفرحة «الحمساوية» على ما جرى في قطاع غزة، لم ينس الفلسطينيون أن يطلقوا النكت على واقعهم المرير. وراجت بين الفلسطينيين رسائل على الهواتف النقالة والبريد الالكتروني تقول: «لكل الأمم والشعوب المقهورة والمظلومة والمستباحة دماؤها وإلى كل الأحرار في العالم، ننصحكم باستخدام مكافح الفيروسات: قسام أنتي فيروس، من إنتاج حركة المقاومة الإسلامية حماس».
وفي رسالة أخرى، قال مرسلها: «تمت بحمد الله وفضله عملية مسح لقطاع غزة من الفيروسات الفتحاوية واللحديين وعملاء أميركا وإسرائيل، وقد اكتمل 90 في المئة من البحث والمسح، والوقت الباقي هو يوم واحد. شكراً لاستخدامكم برنامج قسام أنتي فيروس».
ولعل الرسائل الساخرة توحي بحجم التأثر الفلسطيني بما جرى، فلم يكن يتصور أحد أن تسقط قلاع «فتح» والأجهزة الأمنية من دون مقاومة.
ولعل «حماس» أيضاً تنبهت جيداً، قبل الهجوم، واشترت ذمم بعض قادة الأجهزة الأمنية، حسبما أفادت لـ «الأخبار» مصادر مطلعة. وقرر قادتها، الذين «يأمرون فيطاعوا من دون أسئلة على طريقة الولاء والبراء في الإسلام»، أن يحسموا المعركة لمصلحتهم في أقصر وقت ممكن كيلا يحدث ما كانوا يتوقعونه، أي تدخل إسرائيل في المعارك إلى جانب قوات الأمن الموالية لعباس.
ويبدو أن «مكافح الفيروسات» جعل الكثير من عناصر الأجهزة الأمنية وبعض قادتها الميدانيين يسلمون أنفسهم إلى «حماس» أو يتعاونون معها. ويروي الغزاويون قصة قيادي في «فتح» اختبأ في أحد أبراج مدينة رفح ومن ثم اتصل أحد مرافقيه بعناصر «حماس»، وقال لهم «تعالوا نحن في المكان الفلاني». وأعطاه عناصر «حماس» الأمان وقبضوا على القائد «الفتحاوي» الهارب.
وفي إطار الحرب النفسية التي خاضتها «حماس» على «فتح»، وزعت الحركة صوراً أوضحت فيها الثمن الذي يحصل عليه «الفتحاويون» جراء قتل قادتها. وفي الصور يظهر أحد المسلحين يجهز نفسه لإطلاق النار من مسدسه ترافقها عبارة: قتل شيخ = علبة سجائر + 300 شيكل (75 دولاراً).
وأدّت الأغاني والأناشيد دوراً في سقوط «فتح»، إضافة إلى فضائية «حماس» وتلفزيونها الأرضي، اللذين بثّا عشرات اللقطات لعناصر «فتح» الذين سلموا أنفسهم. ولعل هذه اللقطات وبعض الأناشيد جعلت من سقوط غزة بيد كتائب القسام سهلاً أكثر مما كان يتصور.
وظهرت عشرات المصطلحات الجديدة خلال موجات العنف الداخلي، فقد أطلقت «حماس» على عناصر فتح «التيار الانقلابي»، و«التيار الاستئصالي»، و«الفئة الباغية». فيما أطلقت «فتح» على غريمتها «التيار الدموي» و«الميليشيا السوداء» في إشارة إلى القوة التنفيذية.
ويرى مراقبون للشأن الفلسطيني في هذه المصطلحات تعميقاً لحالة الشرخ التي يعانيها المجتمع الفلسطيني، إضافة إلى زيادة الاحتقان في الشارع المحتقن أصلاً.
ولم يسلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس من النكت والاستهزاء، فقد نشر عناصر «حماس» حواراً خيالياً بين الناطق باسم «كتائب عز الدين القسام»، أبو عبيدة، وبين الرئيس الأميركي جورج بوش. وقال أبو عبيدة لبوش «تم رفع أبو مازن مؤقتاً من الخدمة، يرجى تحويل المكالمة إلى رام الله بأسرع وقت لأنه سيتم فصل المكالمة أيضاً هناك إذا استمر (أي عباس) بعدم دفع فواتير شعبه».