حسمت طهران أمس موقفها وأعلنت رفضها للاقتراح الذي قدّمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لنظيره الأميركي جورج بوش، القاضي بالاستخدام المشترك للقاعدة الروسية في أذربيجان المجاورة لايران بديلاً لنشر الدرع الصاروخية الأميركية في أوروبا الشرقية.وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني، أنه أبلغ روسيا وأذربيجان موقف بلاده بشكل «شفّاف وصريح»، بعد استدعاء سفيري الدولتين لدى طهران الى وزارة الخارجية.
وقال حسيني إنه أثناء الاجتماع مع السفيرين «كانت هناك مؤشرات مفادها أن الرئيس الروسي لن يسمح بتطبيق هذه الخطة من أجل تجنّب المزيد من عدم الاستقرار الإقليمي».
وأشار المسؤول الإيراني إلى أن رئيس وزراء بريطانيا طوني بلير ووزير دفاعه جيف هون سبق أن أكّدا أن الهدف الرئيسي من الدرع الصاروخية، هو مواجهة صواريخ روسيا لا صواريخ إيران.
ومن المقرر أن يجتمع رؤساء الجمهوريات السوفياتية السابقة الموالية للغرب، اذربيجان وجورجيا وأوكرانيا، اليوم وغداً في العاصمة الأذرية باكو، لدرس إمكانات تأسيس «جبهة» سياسية للحد من نفوذ موسكو عليهم. وسينضم لاحقاً إلى الاجتماع رؤساء ليتوانيا وبولندا ورومانيا. وستخصّص القمة لقضيتي مد أوكرانيا بالنفط الأذري، وإنشاء قوة مشتركة لحفظ السلام في جورجيا ومولدافيا، حسبما أعلن الرئيس الأوكراني فيكتور يوتشينكو. ويقول المحلّلون إن انضمام مولدافيا إلى الكتلة الموالية للغرب بات موضع شكوك بعد قرار موسكو رفع الحظر عن النبيذ واللحوم المولدافية نهاية العام الماضي.
ولا تزال جورجيا وأوكرانيا تعتمدان على روسيا للحصول على الطاقة، وتبديان اهتماماً في تطوير كتلة الدول الموالية للغرب بديلاً لـ «مجموعة الدول المستقلة».
وبحسب أوساط إعلامية، فإن جنود حفظ سلام من الدول الأعضاء في الكتلة الموالية للغرب، قد يحلّون مكان القوات الروسية المنتشرة حالياً في منطقتين انفصاليتين مواليتين لروسيا في جورجيا (اوسيتيا الجنوبية وأبخازيا)، وكذلك تأمل أذربيجان في استخدام هذه القوة الجديدة لتسوية النزاع في إقليم كرا باخ الذي استعاده الأرمن في نهاية التسعينيات.
وفي الشأن الروسي الداخلي، أعلن حزب المعارضة الليبرالية في روسيا «يابلوكو» أول من أمس، ترشيح رئيسه والعضو في مجلس النواب الروسي (الدوما) غريغوري يفلينسكي، المعروف بانتقاده لبوتين، إلى السباق الرئاسي إلى الكرملين عام 2008.وكشف الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أمس، عن نيته زيارة روسيا وإيران ودول أخرى في إطار جولة سريعة يقوم بها خلال الأيام القليلة المقبلة تهدف إلى دعم العلاقات الدولية لبلاده.
وكانت تقارير إخبارية روسية قد أفادت الأسبوع الماضي بأن تشافيز سيجري مفاوضات مع الكرملين لشراء غواصات غير نووية روسية خلال زيارته المقبلة لموسكو، في صفقة تراوح قيمتها بين مليار دولار أميركي ومليارين.
(د ب أ، يو بي آي، أ ف ب)