شكّل يوم أمس كابوساً هو الأكثر دمويّة في كابول منذ إطاحة حكم «طالبان» عام 2001، حيث أدّى هجوم انتحاري في وسط العاصمة، إلى سقوط أكثر من 70 شخصاً بين قتيل وجريح، فيما قضى ثلاثة جنود لقوّات «التحالف» في جنوب البلاد بتفجير عبوة ناسفة.واستهدف الهجوم الانتحاري حافلة لأكاديمية الشرطة، مودياً بحياة أكثر من 35 شخصاً، بينهم أربعة أجانب يعتقد بأنهم مدربون ألمان، و22 من عناصر الشرطة، بحسب رئيس المستشفى العسكري في كابول زيا أفتالي.
وتبنّت حركة «طالبان» الهجوم. وقال المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد «نحن مسؤولون عن هذا الهجوم. إنّه هجوم انتحاري بسيارة مفخخة».
وألقى الاعتداء بظلاله على احتفال نظّم في كابول لإطلاق مهمّة تدريب الشرطة الأفغانية رسمياً بحضور مسؤولين أوروبيين ولبنانيين.
وقال الممثل الخاصّ للاتحاد الأوروبي في أفغانستان، فرانشيسك فندريل، الذي شارك في الحفل، إنّ «استهداف الشرطة يدلّ على أهميّتها، وعلى الدور الرئيسي الذي قامت به من أجل إحلال الأمن في البلاد».
واتّهم الرئيس الأفغاني حميد قرضاي، في بيان، «أعداء أفغانستان بمحاولة منع تعزيز القوّات المسلحة والشرطة» عبر هذا الاعتداء «غير الإنساني والمعادي للإسلام».
ودان الاتّحاد الأوروبي، في بيان، الهجوم «الجبان»، معرباً عن نيّته في «الالتزام بالعمل مع الحكومة الأفغانية من أجل تحصين الاستقرار والديموقراطية في أفغانستان».
من جهته، دان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الهجوم، واصفاً إيّاه بأنّه «غادر»، وقال في تصريحات أدلى بها في برلين قبل حضوره اجتماع وزراء خارجيّة الاتحاد الأوروبي، إنّ الدافع وراء الهجوم كان واضحاً «فالمجرمون في حركة طالبان يريدون أن تنزلق أفغانستان إلى مستنقع الفوضى»، مشدّداً على أنّ «ذلك لن يحدث أبداً».
في هذا الوقت، قال الرقيب في القوّات العاملة في إطار مهمّة «حلف شمالي الأطلسي» (ناتو) دان ولش، في حديث لوكالة «أسوشييتد برس» إنّ 3 جنود من قوّات التحالف ومترجماً أفغانياً قتلوا في انفجار عبوة ناسفة في ولاية قندهار في جنوب أفغانستان.
إلى ذلك، أعلنت الشرطة الأفغانية مقتل اثنين من عناصرها و8 من عناصر «طالبان» في مواجهات قرب الحدود الإيرانية في غرب البلاد.
وقال قائد الشرطة رحمة الله صافي إنّ مجموعة من «طالبان» هاجمت ليل أوّل من أمس، المركز الحدودي في قلعة «نزار» في ولاية «هراة»، حيث دارت اشتباكات استمرّت 4 ساعات، واتّهم «طالبان» بمحاولة الاستيلاء على المركز.
وتأتي المواجهات الأخيرة على الحدود الأفغانيّة ـــ الإيرانيّة بعد تشديد المسؤولين الأميركيّين على أنّ «فيلق القدس» الإيراني يمدّ عناصر طالبان بالسلاح والذخيرة.
(أ ب، رويترز، أ ف ب)