على مدى الأيام الخمسة الماضية ينتظر أحمد، وهو ضابط في قوات الأمن التابعة لحركة «فتح»، مع أسرته عند معبر بيت حانون (إيريز) الحدودي بين شمال غزة وإسرائيل، وهو يحلم بحياة جديدة في الضفة الغربية.ومع محمد نحو 250 فلسطينياً آخرين، قسم كبير منهم ينتمي إلى حركة «فتح»، ومعهم زوجاتهم وأولادهم، والكل يتصبّب عرقاً وقد تقطّعت بهم السبل بين الجنود الإسرائيليين الذين يُحكمون إغلاق المعبر ومسلحين من «القوة التنفيذية»، التابعة لحركة «حماس»، التي أقامت نقطة تفتيش على بعد نحو 200 متر.
يقول أحمد بغضب وهو يشير إلى زوجته وطفليه وأمه وشقيقين معه «ما من أحد يساعدنا على الخروج». ويوضح أنه عضو في «فتح» وضابط في حرس الرئيس محمود عباس وأنه يخشى على حياته إذا ما عاد إلى قطاع غزة.
وسمحت إسرائيل لمريض بسرطان الدم (17 عاماً) بالعبور للتوجه إلى أحد مستشفيات تل أبيب لتلقّي علاج عاجل. وقد تمّ نقله بسيارة إسعاف عبر المعبر. ويقول أطباء من منظمة «هيومان رايتس ووتش» إن هناك نحو 24 شخصاً آخرين بحاجة إلى علاج خارج قطاع غزة لإنقاذ حياتهم.
ولا يصدّق أحمد وغيره من أفراد الأجهزة الأمنية تأكيدات «حماس» بأنها ستمنح العفو لكل من يسلّمون أسلحتهم.
ولا يزال القسم الأكبر من قوات الأمن التابعة لحركة «فتح»، وقوامها 40 ألف جندي، يتمركزون في غزة. وقد خلعوا أرديتهم العسكرية، والتزم عدد كبير منهم منازلهم خشية الاعتقال من جانب عناصر «حماس».
وقد قام أفراد القوة التنفيذية التابعة لـ«حماس» على مدى الأيام الماضية، وخصوصاً ليلة الثلاثاء الماضي، بمداهمة منازل عشرات منهم وجمعوا أسلحتهم وقاموا بعمليات تفتيش شاملة.
وعند نقاط التفتيش التي أقامتها «حماس» أمام معبر اريز، يقوم مسلحون من «حماس» بتفتيش السيارات والتدقيق في بطاقات هوية ركابها.
ويقول إبراهيم أبو طاحون، وهو سائق سيارة أجرة يعمل في المنطقة، «إذا عثروا على عضو مطلوب من فتح فإنهم يقتادونه بعيداً لكنهم يتركون الأشخاص الذين يعتقدون أنهم مدنيون عاديون».
ورغم أن الحياة تعود إلى طبيعتها رويداً رويداً في قطاع غزة، بعدما خمدت نيران القتال، فإن ثمة توتراً لا تخطؤه عين لا يزال موجوداً. والمسلحون الموجودون في الشوارع ينتمون جميعاً لـ«حماس». أمّا أسعار المواد الغذائية فهي تواصل الارتفاع باطّراد بسبب اندفاع الناس لتخزينها خشية نفادها من الأسواق مع إغلاق المعابر.
ويقول أبو طاحون «يبدو أننا نتجه نحو الجحيم».
( د ب أ)