القاهرة ــ الأخبار
ذكرت مصادر ليبية مطلعة، لـ«الأخبار» أمس، أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي غادر بلاده أمس في إطار جولة أفريقية للترويج لفكرة الحكومة الاتحادية للقارة السمراء. وسيحل القذافي أولاً في العاصمة المالية باماكو، حيث يجري محادثات مع الرئيس أمادو توماني توري، فيما ستكون محطته الثانية يوم غد السبت، غينيا، حيث سيمكث يومين.
وقالت المصادر إن الهدف من هذه الجولة إقناع حكومتي غينيا ومالي بتأييد مساعي القذافي لإنشاء حكومة اتحادية في القارة الأفريقية.
وكان القذافي قد أعلن أول من أمس «حتمية اكتمال البناء الوحدوي في القارة الأفريقية بقيام حكومة اتحادية تمهيداً لإعلان الولايات المتحدة الأفريقية رغم كل العراقيل ومحاولات البعض من داخل القارة ومن خارجها تعطيل حراك الجماهير الأفريقية نحو الوحدة بحجج واهية والتعلل بأن فعاليات المجتمع الأفريقي ليست مستعدة وليست قادرة على ذلك».
وانتقد القذافي، في خطاب في ملتقى الفعاليات الأفريقية الذي تحتضنه مدينة طرابلس من أجل إنجاز الحكومة الاتحادية الأفريقية، بشدة كل محاولات شد قطار الوحدة الأفريقية إلى الوراء. وقال «إن مثل هذه العقلية موجودة للأسف في كل أمة تواجه منعطفاً تاريخياً».
ولاحظ القذافي أن أفريقيا قد تواجه في هذا المنعطف التاريخي لاستكمال مشروعها الوحدوي «بعض المرضى الذين يعملون على تعطيل الوحدة واغتيال حلم مئات الملايين من المؤمنين الأفارقة في إزالة الحدود والحواجز وتحقيق حرية التنقل، والرافضين لأن يبقوا أذلّاء ومهانين وفقراء يتسوّلون على أبواب الأغنياء في العالم رغم الإمكانات والموارد الهائلة لقارتهم».
وأوضح القذافي أن «القارة الأفريقية تزخر بالإمكانات والموارد الطبيعية وتتمتع بأراض خصبة صالحة للزراعة وبمخزون مائي هائل توفره شبكات من الأنهار ومياه الأمطار، إلى جانب البحار والمحيطات وهي إمكانات تتيح لأفريقيا أن تكون قوة عظمى في العالم».
وأشار إلى أن «أفريقيا أضاعت أكثر من 40 عاماً منذ قيام منظمة الوحدة الأفريقية سنة 1963 حتى الآن، وفرّطت في رؤية الزعيم الأفريقي كوامي نكروما، التي لو أخذنا بها منذ ذلك الوقت لكانت أفريقيا اليوم قوة عظمى مثل أوروبا وأميركا». وشرح الزعيم الليبي للأفارقة من خلال هذا الملتقى كيف أن طرح توحيد الأقاليم الجغرافية «أمر غير ممكن وذلك بسبب الخلافات وحتى النزاعات القائمة بين دول الإقليم الواحد، والتي تتطلب عشرات السنين لحلها، لكنها من السهل أن تنصهر في إطار حكومة اتحادية واحدة».
وأضاف: إن الشعوب الأفريقية بلغت اليوم مرحلة من الوعي أصبح من المستحيل معها أن تنتظر 50 سنة أخرى لتوحيد الأقاليم أو لتبلغ الدول الفقيرة والمتخلّفة مراحل التصنيع وعصر التقنيات الحديثة.