strong>نفى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أمس إغلاق الحدود بشكل كامل مع لبنان، معتبراً ذلك «خطوة كبيرة جداً لا يمكن أن تتمّ»، واصفاً إغلاق معبر الجيوسية ـ القاع أول من أمس بأنه «إجراء احترازي»
رأى نائب الرئيس السوري فاروق الشرع، في تصريح للمراسلين الأجانب في دمشق، أن العلاقات بين بلاده ولبنان «لا يمكن أن يستحيل معها الإصلاح». وقال «كما لا أعتقد بأنها معرّضة للتفجير أبداً، إذ لا يمكن أي حفنة من السياسيين اللبنانيين أن يؤدّوا إلى قطع العلاقات بين البلدين أو تسكير الحدود ونشوب نزاع عسكري»، مشيراً إلى أن «لسوريا حلفاء في لبنان هم أكثر قوةً من الطرف الآخر».
ورداً على سؤال عن احتمال نشر قوات دولية على الحدود بين البلدين لمنع دخول أسلحة الى لبنان، قال الشرع «أنا لم ألمس أن هناك دولاً جدية وهامة على استعداد لإرسال قوات إلى الحدود لبنانية ــــــ السورية».
وشدّد على ضرورة التوصل الى اتفاق بين الفرقاء اللبنانيين قائلاً «في لبنان، أي شيء غير ممكن إلا الوفاق الوطني، أي حكومة وحدة وطنية». وتابع «من دون ذلك لا استقرار في لبنان وكل طرف لبناني يقول غير ذلك إنما لا يفهم السياسة أو يعمل لجهة أجنبية».
ورداً على سؤال عن احتمال تأليف حكومتين لدى انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود، أجاب «لدينا اطمئنان إلى أن هناك قوى سياسية في لبنان تعرف مصلحة لبنان الحقيقية وأهمية العلاقة السورية ــــــ البنانية».
وفي الشأن الفلسطيني، وصف نائب الشرع ما يجري على الساحة الفلسطينية بأنه «خلط للأوراق خطير ولا سابق له في المنطقة بشكل عام وفلسطين بشكل خاص». ورأى أن «التشنّج عند فتح أكبر من طرف حماس لأن الأخيرة ترى أن ما قامت به استباقي وأن فتح كانت تخطّط لذلك مسبّقاً ونحن مع الحوار الذي يمكن حدوثه خلال الأشهر المقبلة».
ورأى الشرع أن «اتهام سوريا وإيران بالمسؤولية عما جرى إنما هو دليل ضعف في التحليل والرؤية». وأشار إلى أن «كل اتهام يوجه إلى سوريا وراءه إسرائيل».
وقلّل نائب الرئيس السوري من احتمالات السلام مع إسرائيل، قائلاً إن «الاتفاق ينقصه الدعم الأميركي اللازم».
وأضاف «لسنا متفائلين، إن (الرئيس الأميركي جورج) بوش لا يريد سلاماً بين إسرائيل وسوريا».
وتابع الشرع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود «أولمرت غير جادّ في ذلك. إسرائيل تصبح جاهزة للسلام عندما نعطيها تنازلات. لكن سوريا يستحيل أن تقبل بحدود أقلّ من خط 4 حزيران».
وقال الشرع إن «من العبث القول ما إذا كانت سوريا مستعدة لتغيير سياستها بتعزيز العلاقات مع إيران ودعم حزب الله وحماس في ضوء عدم استعداد إسرائيل والولايات المتحدة لإبرام اتفاق سلام». وأضاف «سوريا تريد السلام وتعطيه الأولوية لكن هناك فريق في إسرائيل يلوّح بالحرب على سوريا إذا لم نقبل بالتنازل. إنهم يهدّدون سوريا وإننا نأخذ هذا التهديد على محمل الجد».
وأشار الشرع إلى أنه رغم محاولة وسطاء سراً تضييق هوة الخلافات بين إسرائيل وسوريا فإن المحادثات المباشرة بين الجانبين يجب أن تتم في العلن. وقال «لا مصلحة لنا في مفاوضات سرية. تفاوضنا لسنوات مع اسرائيل فلماذا نجري مباحثات سرية».
إلى ذلك، شدّد الرئيس السوري بشار الأسد، خلال استقباله أمس رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان النمساوي كاسبار أئيم، أهمية دور أوروبا في المنطقة.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية «سانا» إن الأسد أكد «دور أوروبا المهم والفاعل في المساهمة في حل قضايا المنطقة السياسية والاقتصادية»، فيما «شدّد أئيم على محورية دور سوريا في حل القضايا الشائكة في الشرق الأوسط».
(سانا، د ب أ، رويترز)