غزة ــ رائد لافيرام الله ــ الأخبار
القاهرة ــ خالد محمود رمضان

المجلس المركزي يدعو إلى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكّرة... وشلّح يتوسّط بين القاهرة ومشعل


بدأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعدّ للمرحلة المقبلة من المواجهة السياسية مع «حماس»، التي من المرجح أن تتبلور في إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة تُمنَع الحركة من المشاركة فيها، وسط توجّه لنزع سلاح الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة.
ودعا المجلس المركزي الفلسطيني، الذي حلّ مكان المجلس التشريعي الذي علّق عباس عمله، إلى انتخابات عامة مبكرة. وقال المجلس، الذي يتألف من 115 عضواً، في بيان، إنه اتفق في جلسة مغلقة على دعوة عباس إلى «توفير أفضل الظروف لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وفق قانون التمثيل النسبي في أقرب فرصة ممكنة».
ودعا المجلس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير إلى «إعداد قانون لانتخابات المجلس الوطني على قاعدة التمثيل النسبي الكامل وإجراء انتخابات داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها وحيثما يمكن في مناطق اللجوء والشتات لضمان مشاركة كل القوى والفصائل الفلسطينية».
وأيد المجلس المركزي قرارات عباس في ما يتعلق بـ«إعلان حالة الطوارئ وتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة سلام فياض». وأكد دعمه بكل قوة لقرارات اللجنة التنفيذية وقرارات عباس لمواجهة «الانقلاب الأسود» على الشرعية.
ودعا البيان، الذي تلاه أمين سر لجنة الصياغة في المجلس أحمد عبد الرحمن، «اللجنة التنفيذية إلى تشكيل لجنة تحقيق في جرائم الانقلابيين وتقديمهم للمحاكمة ودعوة شعبنا الذي طالته هذه الجرائم إلى رفع شكاوى للقضاء الفلسطيني لملاحقة المعتدين».
ودان المجلس «كل مظاهر الفلتان الأمني في الأراضي الفلسطينية»، داعياً الحكومة واللجنة التنفيذية «إلى العمل الفوري لوضع حد لهذه المظاهر والحفاظ على المؤسسة الأمنية وتطويرها والتأكيد على سيادة القانون والسلاح الواحد ونبذ كل المقنعين والميليشيات والتأكيد في الوقت نفسه على حق شعبنا في النضال والمقاومة مع رفض الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن الرئيس الفلسطيني يعد خطة تتضمن أربع مراحل تهدف إلى «ترسيخ حكمه في الضفة الغربية». وأشارت إلى أن عباس يعتزم البدء في تنفيذ الخطة بعيد القمة الرباعية في شرم الشيخ المقررة الاثنين المقبل. وتتركز المرحلة الأولى، بحسب الصحيفة، على «تفكيك الميليشيات» في الضفة الغربية، بما في ذلك الذراع العسكرية لحركة «حماس»، «كتائب عز الدين القسام»، و«كتائب شهداء الأقصى» التابعة لحركة «فتح»، على أن تكون الأجهزة الأمنية المنبثقة من السلطة والخاضعة لإمرته هي القوة العسكرية الوحيدة في الضفة.
وتنص المرحلة الثانية على إعلان حركة «حماس» منظمة إرهابية، وبالتالي غير قانونية من الناحية الرسمية، فيما تتمحور المرحلة الثالثة حول عزل الحركة في قطاع غزة، وذلك من خلال الطلب إلى دول العالم عدم السماح لأعضاء «حماس» بالدخول إلى أراضيها ولا تعترف بجوازات السفر التي تصدر في غزة.
أما المرحلة الرابعة فتعنى بتقديم موعد الانتخابات «لمؤسسات السلطة الفلسطينية»، من دون أن توضح الصحيفة إن كانت الرئاسة ضمن هذه المؤسسات. وقالت «يديعوت» إن أبو مازن يتوقع تعاون إسرائيل معه في تطبيق «الخطوات الدراماتيكية» التي تتضمنها الخطة.
في هذا الوقت، جددت حركة «حماس» موقفها الرافض لمقترحات استقدام قوات دولية إلى القطاع، وواصلت هجومها الشرس على عباس، الذي كان محور خطب صلاة الجمعة في المساجد.
وهدد نائب رئيس الكتلة البرلمانية لـ«حماس» في المجلس التشريعي، الدكتور يحيى موسى، بأن حركة «حماس» ستتعامل مع أي قوات دولية يتم استقدامها إلى القطاع كقوات احتلال. واستهجن «تفكير رئيس السلطة محمود عباس باستقدام قوات دولية لاستنساخ تجربة العراق وأفغانستان بكل مرارتهما».
واستغل خطباء المساجد صلاة الجمعة وحولوها إلى «منابر» لتفنيد اتهامات عباس، فيما ذهب بعض الخطباء من المحسوبين على «حماس» إلى حد اتهام أبو مازن بأنه «مخطوف من بطانة السوء المحيطة به»، في إشارة إلى مجموعة المستشارين.
وانتقد النائب «الحمساوي» الدكتور يونس الأسطل بشدة سلوك عباس ومواقفه بعد أحداث غزة، وقال: «إن هذا السلوك وتلك المواقف عندما تصدر عن شخصيات قيادية تكون أشد خطورة من ممارسة العملاء الصغار».
وجددت «حماس»، على لسان القيادي البارز فيها الدكتور خليل الحية، نفي نيتها «إقامة إمارة إسلامية» في القطاع، بعد إطاحتها المؤسسة الأمنية، وقال إن «حماس» ستدير القطاع بمسؤولية عالية.
وعلمت «الأخبار» في القاهرة أن رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان تلقى أمس رسالة خطية من رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، رداً على رسالة غاضبة بعث بها سليمان أخيراً إلى مشعل طالبه خلالها باحترام الشرعية الدستورية لعباس وإعادة الأمور إلى نصابها ووضعها قبل استيلاء «حماس» على قطاع غزة.
وقالت مصادر مصرية وفلسطينية إن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح ونائبه زياد النخالة، اللذين وصلا إلى القاهرة بشكل مفاجئ مساء أول من أمس، التقيا اللواء سليمان وسلماه رسالة مشعل في إطار مساعي تبذلها حركة «الجهاد» لتخفيف حدة التوتر بين السلطات المصرية و«حماس».
وقالت مصادر فلسطينية مسؤولة إنه في حال نجاح وساطة «الجهاد» فإن خالد مشعل سيصل إلى القاهرة الأسبوع المقبل لإجراء محادثات مماثلة مع اللواء سليمان وكبار مساعديه لتوضيح موقف «حماس» من جملة التطورات الأخيرة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقالت المصادر المقربة من «حماس» لـ«الأخبار» إن القاهرة ضحية لمعلومات «مغلوطة وكاذبة» زودها بها بعض قياديي حركة «فتح» المحسوبين على ما وصفته بـ«التيار الاستئصالي» الذي يدعو إلى تنحية «حماس» عن السلطة وإجبارها على التخلي عن همينتها المفاجئة على قطاع غزة المحتل.




العمل الفوري لوضع حد لهذه المظاهر والحفاظ على المؤسسة الأمنية وتطويرها والتأكيد على سيادة القانون والسلاح الواحد ونبذ كل المقنعين والميليشيات، والتأكيد في الوقت نفسه على حق شعبنا في النضال والمقاومة مع رفض الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة