strong>مهدي السيد
نفت طهران أمس تقارير إعلامية إسرائيلية اتهمتها بتكثيف دعمها لحركة «حماس» في قطاع غزة بالمال والخبرات والسلاح، لكنها أقرت بتقديم أموال «للحركة الشعبية».
وقالت صحيفة «معاريف» أمس إن تقديرات إسرائيلية رسمية تعتقد أن طهران كثفت جهودها الرامية إلى مساعدة «حكم حماس الجديد في قطاع غزة وترسيخ وجوده»، وأنها تعمل على إرسال الأموال إلى الحركة الفلسطينية، فضلاً عن الخبراء الإيرانيين الذين «أصبحوا الآن في غزة».
وأشارت «معاريف» إلى أن «النشاط الإيراني يأتي كثقلٍ وازنٍ للسياسة التي بلورتها إسرائيل تجاه قطاع غزة بعد سيطرة حماس عليه»، والتي تقضي بعزله سعياً إلى إفشال الحركة. وفي إطار سياسة العزل هذه، عمدت إسرائيل إلى قطع كل العلاقات الاقتصادية بالقطاع، وبادرت إلى تنسيق إجراءات مع الولايات المتحدة ودول أوروبية بهدف «تجفيف» حماس داخله.
إلا أن سياسة العزل الإسرائيلية ستواجه، بحسب الصحيفة نفسها، جهوداً إيرانية معاكسة لإفشال أهدافه، حيث «تنوي طهران تكثيف جهودها لمساعدة حماس كإجراء مضاد للحصار». والسبب في ذلك هو أن «إيران ترى أن ترسيخ حكم حماس في القطاع أحد إنجازاتها القليلة والهامة في نشر أفكار الثورة الإسلامية، لذلك هي عازمة ومصممة على مساعدة حماس».
ولفتت الصحيفة إلى أن الجمهورية الإسلامية «قدمت، قبل سيطرة حماس على القطاع، مساعدات هامة لحماس بالمال والسلاح، وأرسلت الخبراء العسكريين وكذلك عناصر من حزب الله إلى داخل غزة». وأضافت أن «أهم بند في المساعدة الإيرانية هو التدريبات التي خضع لها المئات من عناصر حماس على الأراضي الإيرانية الذين عاد بعضهم إلى القطاع بعد انتهاء التدريبات». وأقر الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، أمس، بدعم بلاده لكل من حزب الله وحماس، نافياً في الوقت نفسه تقديم أسلحة إلى الأخيرة.
وقال لاريجاني، في مقابلة أجرتها مع مجلة «نيوزويك» الأميركية: «نحن ندعم حزب الله وحماس. لكن هذين التنظيمين ليسا إرهابيين. إنهما تنظيمان يدافعان عن أراضيهما».
ورأى لاريجاني أن إعلان الولايات المتحدة دعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعني أن الأميركيين «يعلنون أنهم يضعون أنفسهم بمواجهة الشعب الفلسطيني»، وأضاف متسائلاً: «هل رأى الأميركيون أي معجزة من الدعم الذي قدموه لعباس؟ لقد قلنا دائماً إن حركة حماس بوصفها حركة شعبية تلقى دعمنا»، مشدداً على أن بلاده لم تقدم «أي أسلحة لحكومة حماس بل دعماً مالياً فقط».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «معاريف» أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تجري نقاشات مكثفة منذ سيطرة حماس على قطاع غزة، مشيرة إلى وجود إجماع وسط قادة هذه المؤسسة على أن بإمكان «إسرائيل تحقيق المكاسب مما جرى في غزة على المدى القريب، بعد أن كشفت الأحداث الوجه الحقيقي لحماس وحددت عنواناً واضحاً في غزة في حال حصول هجمات صاروخية من هناك على الأراضي الإسرائيلية».