strong>«السهــم الحــارق» مستمــرّة... والقتــال «مــن بالوعــة إلى بالوعــة»
أعلن نوّاب عراقيّون ينتمون إلى «جبهة التوافق» و«كتلة الحوار الوطني» و«كتلة المصالحة والتحرير» أمس عن تأليف هيئة تحضيرية لـ «جبهة عربية مستقلة»، في وقت تستمرّ فيه حملة الاحتلال العسكريّة الموسّعة على أطراف بغداد، والتوقّعات المرافقة لها بشأن ازدياد دمويّتها.
وقال عدد من أعضاء الهيئة، في تصريحات صحافية، إنّ الهدف من الجبهة العربيّة العراقيّة هو «الابتعاد عن النوّاب المتشدّدين سياسياً، فضلاً عن الخروج من التكتلات السياسية الحالية والتكتلات الحزبية التي أثرت على العملية السياسية». وأشار البعض منهم إلى أنّ الجبهة «ستدعم الحكومة»، وستضع برنامجاً يساعد في إنجاح العملية السياسية والبرنامج الخدمي. وأوضح النائب عن «الحوار الوطني» عمر الجبوري أنّ الجبهة لن تكون مثل «تلك التي أُريدَ تأليفها وأُثيرت حولها ضجّة» بشأن نياتها التي أشارت الحكومة إلى أنّ «مخابرات جهات إقليميّة» تبلورها.
في هذا الوقت، قال النقيب في الجيش الأميركي جون مور، إنّ عمليّة «السهم الحارق» التي تجري في محافظة ديالى ضدّ تنظيم «القاعدة» تواجه «مقاومة شرسة»، موضحاً أنّ مروحيّات قتلت 17 مسلحاً عند مشارف بلدة الخالص قرب بعقوبة التي يتركّز القتال حولها.
ووصف نائب القائد العام للعمليات بالفرقة «25 مشاة» الجنرال ميك بدناريك طبيعة المواجهات بالقول إنّها تجري «من منزل إلى منزل ومن مبنى إلى مبنى ومن شارع الى شارع ومن بالوعة إلى بالوعة»، فيما أعلن الجيش الأميركي عن مقتل أحد جنوده خلال مواجهات في جنوب غرب بغداد، وهو ما يرفع إلى 60 عدد الجنود الذين قتلوا منذ مطلع الشهر الجاري.
ومن جهته، نبّه وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، في مؤتمر صحافي أوّل من أمس، من أنّ بلاد الرافدين ستشهد مزيداً من المعارك القاسية. وقال «نأمل ونصلّي ألّا تظلّ الخسائر مثلما هي اليوم، لكنّنا في قلب المعركة وعلينا أن نواجهها»، مشيراً إلى أنّ رفع عديد جيشه في العرق هو «السيناريو الأسوأ» الممكن حدوثه.
وعن النقطة الأخيرة، لفت مساعد قائد القوّات الأميركية في العراق الجنرال رايموند أوديرنو، خلال مؤتمر عبر دائرة مغلقة، إلى أنّه يمكن البدء بخفض القوّات العسكرية الأميركية في هذا البلد ابتداءً من مطلع السنة المقبلة. «حين ستكون (قوات الأمن العراقية) مستعدّة لتحمّل مزيد من المسؤوليات».
وفي السياق نفسه، وفيما أكّد أوديرنو أنّ قوّاته لا تقدّم أسلحة إلى «متمرّدين» لمحاربة «القاعدة» حتى وإن كان أقام اتصالات مع البعض منهم (قيل إنّها ناجحة بنسبة 80 في المئة)، ألّف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لجنة مركزية للإشراف على عملية تسليح العشائر السنيّة وإسنادها بطريقة «منظمة ومدروسة»، وهو ما يمثّل تضارباً مع إعلانه الشهر الماضي أنّه يخالف كليّاً تسليحاً أميركيّاً لتلك الميليشيات «خوفاً من تحوّلها إلى حركات تمرّد جديدة».
أماّ على صعيد المباحثات الأميركيّة ــــ الإيرانيّة بشأن العراق، فقد نقلت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية عن الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني قوله إنّ طهران «لا تعتزم وضع شروط مسبقة» لأيّ جولة ثانية منها، موضحاً «لا نزال نقوّم بعناية الجولة الأولى»، التي جرت في 28 أيّار الماضي.
ميدانيّاً، قتل 20 شرطياً وأصيب 10 آخرون في هجوم استهدف مركزاً للشرطة في البغدادية في محافظة الأنبار، فيما قضى في هجمات مختلفة 7 أشخاص في أنحاء متفرّقة، وعُثر على 20 جثّة في مناطق مختلفة من بغداد.
(أ ف ب، رويترز، أ ب)