دانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) الإهمال والإساءة «المرعبين» بحقّ الأطفال العراقيين الـ 24 الذين عُرضت صورهم الأربعاء الماضي وهم في حالة صحيّة مأساويّة في دار أيتام لذوي الاحتياجات الخاصّة في بغداد، وسط تحذير النائب الشيعي المقرّب من المرجع آية الله علي السيستاني، محمّد الحيدري، من أنّ المسؤولين عن «الجريمة» يهدفون إلى إسقاط العمليّة السياسيّة. ووصف الحيدري، وهو نائب عن كتلة «الائتلاف العراقي الموحّد»، خلال خطبة صلاة الجمعة في جامع الخلّاني في وسط بغداد، تعرّض الأطفال إلى ممارسات غير إنسانية بأنّه «جريمة بشعة» وحمّل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية المسؤولية الكاملة.
وطالب الحيدري «بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة التي تعطي صورة مشوّهة عن العراق والعراقيين ويستفيد منها الأعداء ويظهرون حقدهم على البلاد»، مشدّداً على أنّ الصور «تحزّ في الضمير الإنساني ونخشى أن تكون هناك فضائح في أماكن أخرى لم يلاحقها الإعلام أو لم تُكشف».
وأضاف الحيدري «ينبغي للمسؤولين العمل على متابعة مؤسّساتهم بشكل واضح لكي يعرفوا المجرمين الذين يحاولون تدمير العراق وقتل العراقيين وتشويه صور البلاد وإسقاط العملية السياسية».
وفي السياق، قال بيان صادر عن الـ «يونيسيف» أوّل من أمس إنّ «اكتشاف صور الأطفال يعدّ دليلاً على أن رفاه أطفال العراق اليتامى واقع تحت تهديد حقيقيّ»، مضيفاً، نقلاً عن ممثل المنظّمة في العراق روجر رايت، أنّه رغم أنّ العراق «بلد تملؤه مشاهد العنف اليوميّة إلّا أن هذه الصور مروّعة بالفعل، وجعل الأطفال يعانون بهذه الطريقة أمر غير مقبول على الإطلاق».
وحذّر البيان من «وقوع أطفال ضعفاء آخرين تحت ظروف خطيرة كهذه آخذاً بعين الاعتبار أزمة العراق السياسية والاقتصادية المطولة»، مشيراً إلى أنّ عدد الأطفال اليتامى ازداد «على نحو مثير خلال الـ18 شهراً الماضية بسقوط المزيد من الآباء والأمهات ضحايا للعنف».
ودعا البيان إلى تقديم دعم حقيقي إلى مؤسسات الدولة من أجل تأهيلها لتكون قادرة على استيعاب الأطفال الذين يفقدون آباءهم، وقال إنّ هذه المؤسسات «ليست إلّا ملاذاً أخيراً للأطفال فحسب».
وكان الجيش الأميركي قد أشار خلال عرضه الصور إلى أنّ بعض الأطفال كان لا يقوى على الوقوف بسبب سوء التغذية.
واعترفت السلطات العراقية بالحادثة وقالت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية المعنيّة بمتابعة مسائل كهذه، إنّها تتحمّل المسؤولية، إلّا أنّها اتهمت جيش الاحتلال بـ«فبركة» الحادثة، والإعلام بتضخيمها.
(د ب أ، رويترز)