أزالت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) أول من أمس السرية عن ملف ضخم معروف باسم «مجوهرات العائلة» يعود إلى عام 1973، ويتضمّن تفاصيل عن أضخم العمليات التي قامت بها بشكل غير مشروع.ووفق ما ذكرت وثائق نُشرت سابقاً، فإن النشاطات المفصّلة في الملف الواقع في 693 صفحة، تتضمّن التخطيط لاغتيالات واختبارات على البشر وعمليات تنصّت غير شرعية ومراقبة صحافيين بين الخمسينات ومطلع السبعينات، وهي مرحلة عُرِفت في ذلك الزمن بعهد الماكارثية.
وعلّق المدير الحالي للـ«سي آي إيه»، مايكل هايدن، في كلمة ألقاها أمام جمعية مؤرّخي العلاقات الخارجية، قائلاً إنه «نشر الكثير من مضمون الملف في الصحافة في وقت سابق، ومعظمه لا يعكس صورة جميلة عن نشاطات الاستخبارات، لكن هذا هو تاريخ السي آي إيه». وحاول تبرير الموقف باعتبار أن «الوثائق تعكس صورة زمن مختلف تماماً، ووكالة مختلفة جذرياً».
وكان المدير السابق للجهاز، جيمس شليزنغر، أمر عام 1973، بكشف الملف الذي أعدّه نائبه وليام كولبي، الذي خلفه في ما بعد على رأس الوكالة.
وكُشف عن مضمون التقرير في الكونغرس بعدما كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» معلومات عن المخالفات، غير أن «سي آي إيه» أبقت على «مجوهرات العائلة» سرياً، ولم تكشف منه إلا بعض الصفحات بعدما حذفت منها الرقابة مقاطع واسعة، وذلك على الرغم من صدور قوانين عديدة لحرية الاطلاع على المعلومات.
وقال مدير أرشيف الأمن الوطني، توماس بلانتون، إن «هذه أوّل مرة تزيل فيها سي آي إيه طوعاً السرية عن مواد موضع جدل منذ أن نكث مديرها السابق جورج تينيت عام 1998 بوعود في التسعينات بشأن مزيد من الشفافية».
وقال المتحدث باسم الجهاز المخابراتي الأشهر في العالم، جورج ليتل، إن المعلومات ستنشر على موقع الوكالة الالكتروني بدءاً من الأسبوع المقبل، على أن تبقى خالية من مقاطع تتعلّق بمسائل لا تزال موضع متابعة من أجهزة الاستخبارات.
(أ ف ب)