القاهرة ــ خالد محمود رمضان
مبارك يدعم الرئاسة الفلسطينية وعباس يرفض الحوار وسليمان يهاتف هنيّة


فيما وجهت السلطات المصرية الدعوة إلى وفد من «حماس» لزيارة القاهرة وإجراء محادثات حول تطورات الوضع في الأراضي الفلسطينية، تلتئم في منتجع شرم الشيخ الساحلي على البحر الأحمر، اليوم، قمة رباعية تضمّ الرئيس المصري حسني مبارك والرئيس الفلسطيني محمود عباس والملك الأردني عبد الله الثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت.
ويعقد مبارك قمة ثلاثية مع عبد الله الثاني وعباس، قبل لقاء الثلاثة مع أولمرت. ويلي هذه القمة اجتماع غداً بين الرئيس المصري والملك السعودي عبد الله.
ووسط مخاوف من أن تتبنى القمة الرباعية خطوات متشدّدة تجاه «حماس»، فإن مصادر مصرية وفلسطينية وأميركية أكدت، لـ«الأخبار» أمس، أن القمة ستصدر إعلاناً يتضمن التأكيد على ضرورة احترام هيبة وكيان السلطة الفلسطينية التي يقودها أبو مازن باعتبارها الممثل الشرعي والدستوري للشعب الفلسطيني.
وكشفت المصادر عن أن القمة ستوجه رسالة تحذير ضمنية إلى «حماس» بتحمل المسؤولية عن تدهور الأوضاع الإنسانية والصحية في قطاع غزة في حال استمرار سيطرتها عليه، مشيرة إلى أن القمة ستدعو «حماس» للعودة إلى مربع الحوار الوطني والالتزام بما تم التوصل إليه من تفاهمات مع السلطة الفلسطينية وباقي الفصائل الفلسطينية، سواء برعاية مصرية أو سعودية.
وفي طريقه إلى القاهرة، التقى الرئيس الفلسطيني في عمّان الملك الأردني عبد الله الثاني، الذي حذّر من أن السيطرة على قطاع غزة شكلت ضربة قوية للوحدة الفلسطينية. وقال إن «قمة شرم الشيخ هذا الأسبوع يجب أن تدفع لاستئناف محادثات السلام المتوقفة مع إسرائيل».
ونقل بيان من الديوان الملكي الأردني عن عبد الله الثاني قوله «إن على القمة الرباعية أن تدفع إسرائيل لاستئناف محادثات السلام المتوقفة. وشدد على أهمية «اغتنام الفرصة التي ستوفرها القمة الرباعية للخروج بتصورات واضحة المعالم ضمن إطار زمني محدد للبدء بعملية تفاوضية تحظى بدعم جميع الأطراف المعنية بعملية السلام».
ونقل عن الملك قوله إنه يتوقع أن تقوم القمة «ببحث الوسائل الممكنة لدعم الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عنه واستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وإحياء عملية السلام».
من جهته، جدّد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه الحوار مع حركة «حماس». وقال، بعد لقاء الملك الأردني، «لا حوار مطلقاً مع هؤلاء الانقلابيين. والمجلس المركزي في اجتماعه الأخير أكد رفض الحوار معهم».
وقال عباس إن «ما قامت به حماس معروف وليس خافياً على أحد»، متهماً الحركة بأنها «تنكل بالفلسطينيين»، ومشيراً إلى أن وسائل الإعلام «لا تظهر كل شيء بهذا الخصوص».
وفي تعليق لـ«حماس» على القمة، قال المتحدث باسم الحركة فوزي برهوم إن «القمة جاءت من أجل تحقيق رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون بعزل قطاع غزة وبختم فلسطيني».
ومن المنتظر أن يتوافد إلى المنطقة مبعوثون أميركيون، في مقدمهم مساعد وزيرة الخارجية ديفيد ولش.
وقال دبلوماسي مصري إن القاهرة ستسعى مجدداً إلى إطلاق مبادرة حوار مع «حماس» بمشاركة «فتح» ومختلف الفصائل الفلسطينية، على أن تعقد في العاصمة المصرية بمشاركة ممثلين عن السعودية وسوريا والاتحاد الأوروبي.
يشار إلى أن رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان أجرى، أول من أمس، اتصالاً هاتفياً نادراً مع رئيس الحكومة الفلسطينية المقال إسماعيل هنية.
وقالت مصادر عربية واسعة الاطلاع إن سليمان طلب من هنية التوقف عن الحملة الإعلامية التي تشنها «حماس» ضد السلطة الفلسطينية وقادة حركة «فتح»، مشيراً إلى أن القاهرة منزعجة من تسريبات «حماس» لبعض الوثائق والمعلومات الخاصة بطبيعة عمل أجهزة الأمن والمخابرات الفلسطينية في الآونة الأخيرة.
وقال مسؤولون مصريون إن «حماس» سترسل وفداً إلى القاهرة في اليومين المقبلين عقب المحادثات التي أجراها الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» رمضان شلح ونائبه زياد النخالة مع عمر سليمان.
وكان مبارك قد صعّد، أول من أمس، من انتقاداته العلنية ضد «حماس». ووصف، خلال لقائه بأعضاء الهيئة البرلمانية للحزب الحاكم من أعضاء مجلس الشورى، سيطرة «حماس» على القطاع بالانقلاب، محذراً من تداعياته التي قد تؤدي إلى خلق كيانين فلسطينيين منفصلين.‏
وشدّد مبارك على دعم مصر لشرعية السلطة الوطنية الفلسطينية‏ ورئيسها محمود عباس وحكومته. وأوضح أن حكومته مع مواصلة الجهود لاحتواء التداعيات الإنسانية للوضع الراهن في غزة‏، وأن الشأن سيكون في صدارة ما ستبحثه القمة الرباعية وأن هذه القمة لن تكون من أجل طرف على حساب آخر‏.‏
وفي السياق، أيّد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل لجوء عباس إلى تأليف حكومة الطوارئ التي استثنت «حماس»، مستبعداً قيام بلاده بأي وساطة جديدة بين هذه الحركة و«فتح».
وأضاف الفيصل، الذي كان يتحدث في باريس مع رؤساء تحرير صحف سعودية حول نتائج زيارة الملك عبد الله إلى فرنسا، «إذا اختاروا (فتح وحماس) الطلاق فهذا قرارهم... لا يمكن أن تكون ملكياً أكثر من الملك، فإذا عقد الفلسطينيون اتفاقاً أمام بيت الله وعقدوا أغلظ الأيمان ثم نقضوها فليس ثمة ما تستطيع المملكة فعله». وأضاف «لقد قامت المملكة بدورها في حينه، وبالتالي لن تعود إلى المحاولة نفسها مرة أخرى، وعملها سيكون عن طريق الجامعة العربية وبالشراكة مع الدول العربية».



إذا اختاروا (فتح وحماس) الطلاق فهذا قرارهم... لا يمكن أن تكون ملكياً أكثر من الملك، فإذا عقد الفلسطينيون اتفاقاً أمام بيت الله وعقدوا أغلظ الإيمان ثم نقضوها فليس ثمة ما تستطيع المملكة فعله، فعمل المملكة سيكون عن طريق الجامعة العربية