رأى وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك أمس أن «حماس» تحاول، من خلال بث الرسالة الصوتية للجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط في هذا التوقيت بالذات، أنها هي فقط، لا جهات أخرى، من يحدّد مصيره.أمّا نائب رئيس الوزراء، وزير الصناعة والتجارة ايلي يشاي، فدعا من جهته إلى إجراء مفاوضات مباشرة مع محتجزي شاليط، مشيراً إلى أنه «في الماضي، وضمن سياق القتال، أدرنا في بعض الأحيان مفاوضات مباشرة وغير مباشرة مع أعداء لإعادة المخطوفين». وأضاف إنه «في الفترة الحالية، يبدو أن المفاوضات غير المباشرة عن طريق وسطاء مصريين لم تجد ولم تؤدّ الى تحرير شاليط»، ما يعني، برأيه، عدم وجود خيار إلّا عبر دراسة خيار المفاوضات المباشرة.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية الإسرائيلية قوله إن «حركة حماس تعلّمت أساليب عمل حزب الله». وأضاف إن «توقيت النشر وصيغة الأقوال التي تم إملاؤها على جلعاد تمثّل استغلالاً للجدل الداخلي في إسرائيل واستغلالاً لضائقة عائلته».
بدورها، رأت رئيسة الكنيست داليا ايتسيك أن سماع صوت شاليط «لحظة صعبة علينا وخصوصاً على عائلته رغم أننا كنا نعرف أنه على قيد الحياة». ودعت الى تأليف حكومة وحدة على قاعدة «أننا فقط معاً نستطيع أن نحضر المخطوفين الى البيت».
ودعا حزب «ميرتس» أولمرت إلى تجديد المفاوضات لإطلاق سراح أسرى فلسطينيين في مقابل شاليط، معتبراً، في بيان له، أن مرور عام كامل على وجود شاليط في الأسر يمثّل «إخفاقاً» وأن على «الجندي في الجيش الإسرائيلي أن يعلم بأنه ذاهب للدفاع عن الدولة وأن الدولة ستفعل كل ما في وسعها من أجل حمايته وإعادته».
أمّا معسكر اليمين، فقد دعا مسؤولوه الى زيادة الضغط على «حماس». وقال عضو الكنيست بني الون، من «الاتحاد القومي» اليميني المتطرف، إنه «إزاء الضغط النفسي الذي تمارسه قوات الشر من حماس ليس هناك معارضة وموالاة (في إسرائيل) وأدعو الجميع إلى تقوية رئيس الوزراء لكي يدير سياسة لا تستسلم للإرهاب».
وطالب عضو الكنيست يتسحاق ليفي بإطلاق سراح شاليط في مقابل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة. وأضاف إن نشر الرسالة الصوتية يشير إلى الضغط الذي تعيشه حركة «حماس».
وقال عضو الكنيست أوري أرئيل (الاتحاد القومي) إن حماس لا تنوي إطلاق سراح شاليط، بل تسعى إلى أن يُعترف بها.
ورأت مصادر أمنية إسرائيلية أن «حماس» تريد من هذه الرسالة فرض قضية شاليط على جدول الأعمال العام وتجديد المفاوضات لتحرير أسرى فلسطينيين في مقابل إطلاقه. ولم تستبعد المصادر أن تكون «حماس» تريد من وراء الحديث عن الوضع الصحي غير السوي لشاليط تعزيز الضغط على اسرائيل لتسريع الصفقة.
وقال أحد أعضاء الوفد المرافق لرئيس الوزراء إيهود اولمرت الى شرم الشيخ إن النص الذي قرأه شاليط أُملي عليه من جانب خاطفيه. وأضاف «لا تغيير في موقف اسرائيل وهذا نموذج على وحشية حماس».
وعبر والد شاليط، نوعام، عن أمله في أن تكون رسالة ولده «إشارة من حماس» إلى أن جلعاد على «قيد الحياة وتعهد أن يطلب من صناع القرار أن يحركوا القضية الى الأمام». كما أعرب عن أمله في أن «تكون حماس مهتمة بالتقدم في موضوع صفقة تبادل اسرى»، رافضاً مقولة إن «حماس أرادت من هذا التسجيل العوبة اعلامية لحرف الأضواء من شرم الشيخ الى غزة». وانتقد نوعام المستوى السياسي بالقول انه «باستثناء رئيس الاركان غابي اشكنازي لم تتلقّ العائلة أي اتصال في أعقاب نشر التسجيل»، مضيفاً «أنا لا اريد أن اعطي نصائح للحكومة الإسرائيلية عبر التلفزيون».
(الأخبار)