رام الله ــ سامي سعيد
لا تزال حرب التصريحات والمؤتمرات الصحافية محتدمة بين حركتي «فتح» و«حماس»، فالكل يريد تحميل مسؤولية تأزيم الوضع الداخلي إلى الطرف الآخر، ويؤكد بالدلائل والوثائق التي بحوزته مسؤولية الآخر عما آلت إليه الأوضاع الفلسطينية، فيما بدأت حكومة الطوارئ عملية نزع أسلحة «الميليشيات» في الضفة الغربية.
وقال رئيس الكتلة البرلمانية لـ«فتح» عزام الأحمد، إن عقلية الإقصاء والإحلال هي التي سيطرت على تفكير حركة «حماس» في فهم طبيعة الانتخابات. وأوضح، في مؤتمر صحافي في رام الله رداً على خطاب رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية أول من أمس، إن «حماس عاثت فساداً مالياً وإدارياً في كل المؤسسات الفلسطينية».
ولم تنتظر «حماس» كثيراً، وردّت على تصريحات الأحمد متهمة إياه بالكذب. وقال القيادي في الحركة يحيى موسى، إن الاتهامات التي كالها عزام الأحمد لحماس «لا تحتاج إلى رد لكونها أكاذيب واضحة». وأضاف «عندما تتأزم الأمور في الساحة الفلسطينية ويكون الوجه المناسب للرد هو سياسة التكذيب يكون نجم المسرح عزام الأحمد».
من جهة ثانية، أعلن وزير الإعلام الفلسطيني في حكومة الطوارئ رياض المالكي أمس، أن الحكومة بدأت مفاوضات مع «كتائب شهداء الأقصى»، المنبثقة عن حركة «فتح»، في الضفة الغربية من اجل تسليم أسلحتها للحكومة.
وقال المالكي، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع الحكومة في رام الله، «نعمل على جمع أسلحة هؤلاء المطاردين، وتوفير الحماية لهم، وهذه القضية ننظر إليها بمنتهى الأهمية على اعتبار أن هناك سلطة وطنية واحدة». وأضاف «اتصلنا بكل هؤلاء المطاردين وأبدى الجميع استعداده لتسليم اسلحته إذا تم توفير الأمن لهم».
وأشار المالكي إلى أن المفاوضات مع المسلحين «قضية شائكة»، موضحاً أن الخروج بنتائج إيجابية «قد يأخذ وقتاً طويلاًَ». وقال «هناك ضرورة لتسليم الأسلحة، ولديهم الجهوزية لتسليم أسلحتهم من دون قيد أو شرط، وهناك جهد كبير لجمع الأسلحة غير الشرعية».
وأشار المالكي إلى أن «لدى وزارة الداخلية خططاً امنية بدأت بتنفيذها في الضفة الغربية ولها مردود إيجابي جيد». وقال «نحن نؤكد أنه تم تنظيف بعض المناطق بهدوء من دون استخدام اي قوات. هناك عصابات في المنطقة سنتعامل معها بوضوح، وثمة إجماع على ضرورة تسليم الأسلحة».
وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن حكومة الطوارئ تجري مفاوضات مع «كتائب شهداء الأقصى» بهدف دمج أفراد الكتائب بالأجهزة الأمنية الفلسطينية، في مقابل توفير ضمانات دولية بأن تتوقف إسرائيل عن ملاحقتهم.
وعرض جهاز الأمن الوقائي في مدينة قلقيلية في الضفة الغربية أمس، وسائل قتالية وبزّات عسكرية ضبطت في المدينة، وتعود إلى أفراد من حركة «حماس». وقال إنه «يرجح أن المضبوطات كانت تعد لتأليف نواة للقوة التنفيذية في الضفة الغربية».
واشتملت المضبوطات على سيوف وبلطات وألبسة عسكرية وأقنعة وبزات عسكرية، إضافة إلى بيانات ورايات وشعارات لحركة «حماس» ولـ«كتائب القسام».