أعلن الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة»، أيمن الظواهري، أمس دعمه لحركة «حماس» في ما سماه «معركتها ضدّ الرئيس الفلسطيني وإسرائيل»، محذّراً إيّاها من «هجمة» مصرية ـــــ سعودية قريبة عليها. ولم يخفِ الظواهري خلافه مع الحركة الاسلامية، فدعاها الى «تصحيح مسارها والاتحاد مع كل المجاهدين في العالم، وعدم اعتبار السلطة هدفاً بحد ذاته»، علماً أنه سبق أن هاجمها في آذار الماضي بعد توقيع اتفاق مكة مع حركة «فتح»، واتهمها حينها بـ «تسليم فلسطين لليهود وبيع القضية الفلسطينيةودعا الظواهري، في رسالته الصوتية تحت عنوان «أربعون عاماً على سقوط القدس»، إلى دعم من سماهم المجاهدين في «حماس» «رغم كل أخطاء قادتهم». كذلك اتهم الظواهري الزعماء العرب والأحزاب العلمانية، بما فيها «فتح»، بخيانة المسلمين لمصلحة الولايات المتحدة وإسرائيل، ونصح «حماس» التي تنكر أي علاقة لها مع «القاعدة»، بالانضمام الى الجهاد الدولي ضد الولايات المتحدة وإسرائيل.وأضاف الظواهري «اتحدوا مع اخوانكم المجاهدين في فلسطين، ولا تثيروا المشاكل معهم ووحّدوا صفوفكم مع كل المجاهدين في العالم امام هجمة مقبلة». وأشار الظواهري الى أن الدعم يمكن أن يكون بالأموال لكسر الحصار المفروض من «الصليبيين» والعرب، وبتسهيل نقل الأسلحة والإمدادات للحركة من الدول المجاورة.
وذكّر الظواهري بالتقارير الصحافية التي أفادت بأن وزير الدفاع الاسرائيلي الجديد ايهود باراك «يعدّ 20 ألف جندي مدعومين بالطائرات لاقتحام غزة وتحطيم البنية الأساسية لحماس». وقال «لا نستطيع أن نتخلّى عن المجاهدين في حماس ولا في سائر فلسطين في هذه الظروف، لأن انكسار المجاهدين هو انكسار للجهاد في فلسطين وتمكين لقوى الخيانة والعمالة للصليبيين واليهود في أكناف بيت المقدس».
ولم يتسنّ على الفور التحقق من صحّة الشريط الذي لم يحمل تاريخاً، وهو نُشر على موقع تستخدمه جماعات مرتبطة بـ «القاعدة»، في التوقيت نفسه مع عقد القمة الرباعية في منتجع شرم الشيخ المصري، بمشاركة الرئيسين المصري حسني مبارك والفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت والملك الاردني عبد الله الثاني، وهي تهدف إلى دعم عبّاس في مواجهة حركة «حماس». لكن الشكوك بصحّة تاريخ الحديث ودقّة نسبه الى الظواهري، تبدو ضئيلة، إذ إن الحديث أشار بوضوح إلى تطوّرات الاقتتال الداخلي الأخير في الأراضي الفلسطينية.
(رويترز، يو بي آي، أ ف ب)