القاهرة ــ عبد الحفيظ سعد
أسدلت محكمة جنايات أمن الدولة في القاهرة أمس الستار على قضية مهندس الطاقة النووية المصري محمد سيد صابر، المتهم بالتجسس لمصلحة اسرائيل، وحكمت عليه بالسجن المؤبد لمدة 25 سنة.
وانسحبت العقوبة على شريكيه الهاربَين، الياباني شينزو ايزو والإيرلندي راين بين، بعد إدانتهما بتهمة التجسس لحساب اسرائيل على البرنامج النووى المصري.
وقرَّرت المحكمة إحالة المسؤولين في هيئة الطاقة الذرية المصرية للتحقيق والمحاكمة بتهمة الإهمال الذي أدى إلى تسريب معلومات خطيرة، أضرَّت بالأمن القومي المصري، فيما فرضت غرامة مالية بقيمة 17 ألف دولار على كل من المتهمين الأول والثالث في القضية.
وشهدت جلسات المحكمة إجراءات أمنية مشددة، مُنعت على أثرها أسرة المتهم من دخول القاعة. واستغرق الحكم ثلاث دقائق، حيث أعلن رئيس المحكمة المستشار رضا شوكت الحكم، من دون أن تسمح الشرطة المصرية للمتهم بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
وحصل صابر على نحو 17 ألف دولار أميركي، على خلفية تجسسه لحساب «الموساد»، كما ضُبط في مسكنه جهاز ضبط آلي سلمته إليه الاستخبارات الإسرائيلية، ووسيلة إخفاء خاصة بحفظ الأسطوانات المدمجة، لاستخدامها في نقل الأسطوانات سرّاً.
كما ضُبطت معه 9 تقارير سرية مشفَّرة، استعدَّ لإرسالها إلى عميلي الموساد اللذَين التقاهما في هونغ كونغ أربع مرات، وقاما بتدريبه على كيفية اختراق الحاسوب الآلي لهيئة الطاقة النووية المصرية، وسلّمهما مستندات مهمة وسرية عن المفاعل النووي المصري في إنشاص شمال القاهرة.
واعترف المتهم محمد صابر باتصاله بالإسرائليين، وبأنه قدّم معلومات عن الأنشطة المختلفة لهيئة الطاقة الذرية، مؤكداً أن ذلك كان يتم بالتنسيق مع أجهزة الأمن المصرية، كما انه أبلغ السفارة المصرية في السعودية، ولم يقدم إلى المخابرات الاسرائيلية سوى معلومات غير سرية.
إلا أن مندوب المخابرات المصرية قال إن المتهم لجأ الى الإبلاغ ليثبت حسن نيته، وخصوصاً أنه رفض طلب المخابرات المصرية عدم الذهاب الى هونغ كونغ لمقابلة أفراد «الموساد».
وكان المتهم قد اعترف أمام المحكمة بحبه لإسرائيل وإعجابه بها كنموذج علمي، إضافةً إلى سعيه إلى الدراسة فيها.