القاهرة ــ خالد محمود رمضان
أكد «ثقته» بقادة إسرائيل ونفى أن تكون فقدت قوة الردع


رفض الرئيس المصري حسني مبارك أمس، اتهام سوريا أو إيران بالتورط في أحداث غزة، مخفّفاً من حدة تصريحاته تجاه حركة «حماس»، التي توقع مصالحة بينها وبين حركة «فتح» خلال فترة «لا تتجاوز شهراً».
ورأى مبارك، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي المصري، أن «الفلسطينيين في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة لا يستطيعون الانفصال، لكن الجانبين يحتاجان إلى فترة هدوء يعودان خلالها إلى العقل والمنطق ويستأنفان الحوار». ورأى أن «فترة الهدوء التي يحتاج إليها الفلسطينيون لبدء الحوار يمكن أن تكون أسبوعاً أو أسبوعين أو ثلاثة أسابيع أو شهراً».
وأشاد مبارك بنتائج قمة شرم الشيخ، قائلاً إنها «استهدفت أساساً إطلاق عملية السلام ولم تكن معنية بالمشكلة بين فتح وحماس إذ إنها مشكلة داخلية».
ورداً على سؤال عما إذا كانت سيطرة «حماس» على قطاع غزة تمثل تهديداً للأمن القومي المصري، قال مبارك «نحن لا نخاف من هذه الأشياء. ونحن قادرون على وضع حد لهذا الموضوع إذا كان سيتغلغل في الأراضي المصرية».
وتعليقاً على ما يتردد بشأن تدخل أطراف دولية في الخلاف الفلسطيني الداخلي، قال «هناك شائعات كثيرة، وما دمنا لا نملك دليلاً قوياً على ذلك، فلا أستطيع إقامة اتهام على أحد، ونؤكّد على أهمية القرار الفلسطيني المستقلّ».
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كان دخول سوريا مرة أخرى في عملية السلام يمكن أن يجعل الدور السوري إيجابياً أكثر على المسارات المختلفة، قال مبارك «أتمنى هذا، الإسرائيليون قالوا لي إن سوريا تريد الدخول فى عملية السلام، لكنهم يشكون في هذا الموضوع، فقلت لهم ما داموا يعرضون التفاوض فلتكملوا معهم، لا تأخذوا قراراً من غير أن تحاوروهم. يقولون إنهم يريدون السلام. إذن اجلس معهم وتفاوض وسيتضح إذا كانوا يريدون السلام حقا أم لا».
وعن التقارير الإسرائيلية التي تتحدث عن ضرورة اجتياح قطاع غزة للإفراج عن الجندي الأسير جلعاد شاليط، قال مبارك «لا أعتقد أن هذا تفكير سليم. ثم ماذا بعد اجتياح غزة؟ لن يستطيعوا الإفراج عن شاليط. لكنهم سيعقّدون الموقف أكثر».
وفي السياق نفسه، تعهّد مبارك، في مقابلة مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية تنشرها غداً، استئناف الوساطة المصرية للإفراج عن شاليط فور هدوء الأوضاع في غزة.
ورداً على سؤال عن الدور الإيراني في عرقلة صفقة تبادل الأسرى، قال إن «ثمة شائعات عن ضغوط من جانب ايران وسوريا»، لكنه أضاف «أنا لا أعرف، لا أدلة قاطعة لديّ ولذلك لا يمكنني تأكيد ذلك».
وفي سياق تعليقه على تعهدات رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود اولمرت بمساعدة أبو مازن، قال مبارك إنه «يثق بالتزامات كل رؤساء الحكومات الإسرائيلية». وأضاف «عموماً، عندما نحصل على وعد من رئيس حكومة اسرائيل، فإنه يفي بوعده، إلا إذا حصل شيء ما سيئ لدى الطرف الثاني، وأولمرت أيضاً يحرص على التنفيذ».
ورداً على سؤال عن توقعه حرباً بين إسرائيل وسوريا في غياب السلام، قال مبارك «قد تنشأ مشاكل تقود إلى توترات، لكن لن تكون هناك حرب»، مشيراً إلى أن «السوريين يعرفون مع من يعملون وهم يعرفون أيضاً قدراتهم».
وتبرّع مبارك «ليُطمئن» الإسرائيليين إلى أنهم لم يفقدوا قدرتهم الردعية في اعقاب حرب لبنان، مناقضاً بذلك الكثير من المواقف والدراسات الإسرائيلية في هذا المجال. وقال إن «اسرائيل لم تفقد قدرة الردع، وإنها بحاجة إلى تنظيم أفضل وإلى تفكير أكثر ترتيباً».