رام الله ــ سامي سعيد
خيار الانتخابات المبكرة، الذي كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس
يعدّ له منذ وصول «حماس» إلى السلطة، يبدو أنّه دخل حالياً مرحلة التنفيذ، مع الاستعداد الفلسطيني في الضفة الغربية لهذه الغاية


كشف مسؤول فلسطيني رفيع المستوى، لـ«الأخبار» أمس، عن سلسة اجتماعات عقدها قادة فلسطينيون وإسرائيليون كبار خلال الأيام القليلة الماضية تحت رعاية خبراء من الإدارة الأميركية في مدينة القدس المحتلة، جرت خلالها مناقشة ودراسة أفكار وخطط حول إمكان إجراء انتخابات مبكرة في الأراضي الفلسطينية تحت رعاية دولية وعربية.
وأشار المصدر، الذي اشترط ألا يذكر اسمه، إلى أن هناك توجّهاً جدياً لدى القيادة الفلسطينية بزعامة الرئيس محمود عباس وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية بضرورة إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة لإخراج الشعب الفلسطيني من المحنة التي يمر بها.
وأضاف المسؤول، الذي يعدّ من المقربين من ابو مازن، أن الاجتماعات السرية بحثت قضية دخول السلاح والعتاد العسكري إلى قوات الرئيس الفلسطيني في مدن الضفة الغربية المحتلة، وذلك وفق آلية محدّدة سيتم وضعها بحيث لا يتعارض ذلك مع المصالح الإسرائيلية كما طالبت اسرائيل والولايات المتحدة.
وكشف المسؤول عن اعتزام عباس اتخاذ جملة قرارات في ما يخص وضع قطاع غزة، وخصوصاً سبل فرض الأمن وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه قبل سيطرة «حماس». وأشار إلى أن اللقاءات الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية بحثت كذلك استقدام طواقم أمنية دولية للإشراف على عملية الانتخابات المبكرة في الأراضي الفلسطينية وذلك إذا أُصدر مرسوم رئاسي بذلك، مشيراً إلى أن عباس سيعقد سلسلة اجتماعات مع اللجنة المركزية للانتخابات وسيطلعها على مجريات الأحداث والتصورات والقرارات التي يود اتخاذها على صعيد قطاع غزة والضفة الغربية وقضية الانتخابات المبكرة التي قد يعلن عنها في أي لحظة.
من جهته، شدّد عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» المفوض العام للعلاقات الخارجية، عبد الله الإفرنجي، على أن الانتخابات المبكرة هي الحل الوحيد أمام الفلسطينيين للخروج من الأزمة الراهنة. وقال، لـ«الأخبار»، إنه «بعد استيلاء «حماس» على الحكم في غزة بقوة السلاح، يجب العمل بشكل جدي وفاعل للبدء بالتحضير لانتخابات تشريعية ورئاسية مبكرة ستخدم الفلسطينيين جميعاً ولن تكون في مصلحة أحد ضد الآخر».
إلى ذلك، ذكرت مصادر فلسطينية مطلعة، لـ«الأخبار»، أن عباس رفض وساطة الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» رمضان شلّح لإعادة الحوار بين حركتي «فتح» و«حماس» بعد ما جرى في غزة.
وقالت المصادر إن شلح، الذي زار القاهرة خلال الأيام الماضية، اتصل بمستشارين لعباس وطلب منهم ضرورة الضغط على أبو مازن لعودة الحوار بين الطرفين لأنه المخرج من الأزمة الحالية التي ستنعكس سلباً على الكل الفلسطيني، لكن مستشاري عباس أبلغوا شلح احترام الرئيس الشخصي له، رافضين العودة إلى الحوار مع «حماس» التي اتهموها بالانقلاب على شرعية أبو مازن. وقال هؤلاء لشلح إن شروط عباس واضحة وهي اعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الانقلاب العسكري والاعتذار للسلطة وللشعب الفلسطيني عما جرى وإرجاع ما تم أخذه من المقارّ الأمنية.
وأبلغ شلّح مستشاري عباس خشيته من استغلال ما جرى في قطاع غزة من جانب بعض الدول العربية التي لم يسمّها للضغط على «حماس»، ولإجبارها على تقديم تنازلات تتعلق بالحقوق الوطنية غير القابلة للتفاوض والتنازل.

تهديد بقتل جونستون حذّرت حركة «حماس» أمس مجموعة «جيش الإسلام» من المساس بحياة مراسل هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، آلن جونستون، بعدما جدّدت المجموعة أمس التهديد «بذبحه ذبح النعاج» ما لم يتم الإفراج عن العراقية ساجدة الريشاوي وأبو محمد المقدسي المسجونين في الأردن وعن المرشد الروحي لتنظيم «القاعدة» في أوروبا ابو قتادة المسجون في بريطانيا.
(أ ف ب)