الفوضى سيدة الموقف في الوزارات الفلسطينية في قطاع غزة، التي لا تخضع لوزراء حكومة الطوارئ في الضفة الغربية. ومن مكتبه، الذي يحمل آثار المواجهات الأخيرة بين الفلسطينيين، يهز المدير العام لوزارة التربية نعمان علي الشريف رأسه معلقاً «نشعر بأننا ضائعون تماماً. ماذا سيحصل الآن؟ ثمة فراغ في السلطة».يبدو الوضع في هذه الوزارة محيراً. فالوزيرة الجديدة لميس العلمي التي عيّنها رئيس حكومة الطوارئ سلام فياض مقرّها في رام الله، لكن الوزارة في غزة لا يزال يديرها مساعد وزير عيّنته حكومة الوحدة الوطنية، التي اقالها الرئيس محمود عباس.
ويقول الشريف «أعتقد أن الجانبين قررا تسيير أعمال الوزارة بليونة لمصلحة الطلاب، الذين يخضعون حالياً لامتحان شهادة الثانوية». ويوضح أن الاتصالات مستمرة بين غزة والضفة الغربية، «بواسطة الدائرة التلفزيونية المغلقة».
لكنه لا يستبعد بروز معوقات في المستقبل.
الأجواء نفسها في وزارة الصحة. ويقول مساعد الوزير الدكتور حسن عبد الرحيم خلف «تريدون معرفة الوضع؟ نحن متعبون ومتوترون وغارقون في الحزن. نشعر بأننا ضائعون».
يخضع خلف نظرياً للوزير الجديد فتحي أبو مغلي الموجود في الضفة الغربية. لكنه يتجنب الإجابة حين نسأله عن مصدر التعليمات ويقول «نفضل تفادي النزاعات الوزارية».
ويضيف «صحيح، ثمة نزاع سياسي وحكومتان، لكن رغم ذلك أعتقد أننا ننجح على الصعيد الإداري في تفادي النزاعات السياسية».
الموظفون عددهم قليل في العديد من الوزارات، فيما تبدو وزارات أخرى فارغة كليا على غرار وزارة الخارجية، التي استهدفت بقصف إسرائيلي ثم دفعت ضريبة المواجهات بين الفلسطينيين.
خلف طاولة بالية، يتولى فلسطيني استقبال زائري وزارة الخارجية. ويعلّق بانفعال من دون أن يعير الحاضرين اهتماماً «لا أحد هنا، بعض الموظفين يأتون صباحاً ثم يغادرون».
وزارة المال غير بعيدة عن الخارجية. في مكاتبها، يتجاذب موظفون لامبالون أطراف الحديث مستظلين لافتة «لا إله إلا الله محمد رسول الله». ويؤكد المدير العام للوزارة محمد علي، الذي عينته «حماس» قبل ثلاثة اشهر، أن «كل شيء على ما يرام». ويضيف بلحيته الطويلة «عاد الموظفون منذ اسبوع، ويمكنكم أن تتأكدوا بأنفسكم: تمّ إرساء الأمن في غزة». ويتابع «اذا أراد سلام فياض (الذي يتولى أيضاً حقيبة المال) الحضور إلى هنا فأهلاً وسهلاً به».
(ا ف ب)