موسكو - حبيب فوعاني
مع تسارع التطوّرات على الجبهة الفلسطينية ـــــ الإسرائيلية، وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إسرائيل، في زيارة تستمر يومين. وافتتح سلسلة لقاءاته باجتماع مع نظيرته الإسرائيلية تسيبي ليفني، على أن يلتقي الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، ورئيس الوزراء إيهود أولمرت، في تل أبيب والقدس المحتلة، بينما سيجتمع مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن لقاءات لافروف مع من سمتهم «شركاءنا الإقليميين»، ستشهد تبادلاً عميقاً للآراء حول فرص استئناف جهود التسوية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأشارت إلى أن رئيس الدبلوماسية الروسية سيركّز في مباحثاته على مناقشة الوضع المتأزّم في الأراضي الفلسطينية، حيث تدعو موسكو جميع الأطراف المعنية، إلى الامتناع عن فرض أي حصار اقتصادي على غزّة، من شأنه الحؤول دون وقوع كارثة إنسانية في القطاع. وأكّدت الوزارة أن موسكو تواصل جهودها لزيادة المساعدة للفلسطينيين وتقديم أخرى إضافية إلى السلطة الفلسطينية، بهدف تحاشي المشكلات الاجتماعية والاقتصادية المتفاقمة.
ومن المتوقَّع أن يطّلع لافروف من عباس وأولمرت، على نتائج القمة الفلسطينية ـــــ الأردنية ـــــ المصرية ـــــ الإسرائيلية، التي عُقدت أول من أمس في شرم الشيخ، بعدما ألغى زيارته إلى القاهرة، حيث كان من المقرَّر أن يُعقَد اجتماع موسَّع لأعضاء لجنة الوساطة الدولية الرباعية على مستوى وزراء الخارجية في يومي 26 و27 من الشهر الجاري، إضافة إلى لقاء كان مقرّراً مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة «فريميا نوفوستيي» الروسية، فإنّ رايس اتصلت بنظيرها الروسي في 21 حزيران الجاري، وطلبت تأجيل اللقاء «متذرعة بانشغالاتها الكثيرة»، وهذا ما أدّى الى استبدال الاجتماع الموسَّع بآخر على مستوى ممثلي أعضاء اللجنة في القدس المحتلة أمس.
ورداً على سؤال عن سبب استمرار دعوات الخارجية الروسية إلى المفاوضات مع «حماس»، أكّد لافروف للفضائية الروسية «فيستي-24»، أنّ «حماس ليست من ارتكب التجاوزات في قطاع غزة، بل جناحها الراديكالي الذي يجب تمييزه عن القيادة السياسية المتمثّلة بشخص رئيس المكتب السياسي خالد مشعل الذي أعلن من دمشق، عن عرضه مباشرة مفاوضات مع رئيس السلطة لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية». وذكّر لافروف أن بلاده «وافقت، إلى جانب أعضاء الرباعية، على الاعتراف بشرعية إقالة عباس لرئيس الحكومة اسماعيل هنية»، جازماً دعم بلاده لعبّاس في مشروعه إعادة بناء المؤسسات الرسمية الفلسطينية. ورأى أنه «إذا كان لا بد من مقاطعة أحد، فينبغي فعل ذلك مع الراديكاليين وحدهم، لا الجناح السياسي للحركة الممثلة في البرلمان».
ولا يؤمن لافروف بوجود طريق غير الحوار للتغلب على الأزمة الراهنة، فبرأيه، «يجب على عبّاس، ووفقاً للدستور الفلسطيني، التوجه إلى البرلمان والتفاهم على تأليف حكومة جديدة». وكشف أنه يتابع بقلق كبير ما يطلقه الزعماء الفلسطينيون، من اتهامات متبادلة. ولم يستبعد لافروف أن يحاول أحد الأطراف إشعال حرب أهلية حقيقية في فلسطين، «أملاً بالوصول إلى القضاء على حماس برمتها لا على الراديكاليين وحدهم».
وعلى صعيد آخر، لمّحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أميرة شارون، في مقابلة مع وكالة «نوفوستي» الروسية، إلى احتمال قبول إسرائيل للعرض الروسي القاضي بتزويد قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، بمعدات عسكرية، وهو تغيير جذري للموقف السابق الذي سبق وأعلنته تل أبيب.
وذكرت الوكالة أن موسكو عرضت في ربيع عام 2005 تزويد قوات الأمن الفلسطينية بآليات مراقبة واستطلاع من طراز «بي ار دي ام - 2» وآليات مدرَّعة. غير أن إسرائيل رفضت العرض خوفاً من وقوع المعدات في أيدي «المتطرفين» الفلسطينيين.