رام الله ــ سامي سعيدغزة ــ رائد لافي
القاهرة ــ الأخبار

عبـــاس يعـــزل هـــاني الحـــسن... ومـــلك الســـعودية يلـــغي لقـــاءه بــه في عمـــان

يبدو أن صدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يعد يتّسع لأي انتقاد لتوجهه الجديد في الضفة الغربية، فلم يكد كبير مستشاريه هاني الحسن يعترض على بعض السياسة «الفتحاوية» حتى أقاله من منصبه، في وقت صعّدت فيه «فتح» رفضها للحوار مع «حماس»، مطالبة الدول العربية بوقف الوساطة، وهو ما يبدو أنّه أزعج الملك السعودي عبد الله، الذي ألغى لقاءً كان مقرراً مع أبو مازن في الأردن «لضيق الوقت».
وذكرت مصادر مطّلعة أن عباس قرر عزل هاني الحسن من منصبه ككبير مستشاريه السياسيين، ويدرس اتخاذ قرارات صارمة بحقه رداً على أقواله التي جاءت خلال برنامج على قناة «الجزيرة» القطرية أول من أمس.
وتعرّض هاني الحسن، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وأحد المؤسسين القدامى لحركة «فتح»، لانتقادات لاذعة من قادة الحركة والناطقين باسمها.
واتهم المتحدث باسم «فتح» في الضفة، أحمد عبد الرحمن، الحسن بانحيازه لمن سمّاهم الانقلابيين. وقال «إن ما ردّده هاني الحسن يمثّل خروجاً كاملاً عن قرارات ومواقف اللجنة المركزية في مواجهة الانقلاب الدموي الذي دبّرته قيادة حماس ضد الشرعية الوطنية، في تواطؤ سافر مع مخطّطات إقليمية».
بدوره، شنّ أمين سر «فتح» في الضفة حسين الشيخ هجوماً شديد اللهجة على الحسن مطالباً أبو مازن ومؤسسات الحركة باتخاذ الإجراءات التنظيمية العقابية بحقه. وقال «إن السيد هاني الحسن لا يمثّل في موقفه إلّا نفسه ولا يمثّل حركة فتح بكل ما جاء على لسانه، ونطالب أبو مازن، بصفته القائد العام لحركة فتح واللجنة المركزية، باتخاذ الإجراءات القانونية والنظامية ضده على هذا التزييف وقلب الحقائق».
وكان الحسن قد قال في اللقاء إن «حماس» استطاعت القضاء على خطة دايتون بعد سيطرتها على قطاع غزة، وأيّد القضاء على تيار معين في «فتح». ودعا قيادات الحركة إلى التوحّد والتماسك ضد ما وصفه بـ «الهجوم البربري» لحركة «حماس» على حركة «فتح».
وفي السياق، جدّد حسين الشيخ رفض «فتح» الحوار مع «حماس»، داعياً القوى الفلسطينية والدول العربية إلى أن «تخرج من دائرة الوساطة وأن يكون موقفها إما ضد وإما مع».
وفي ردّ على الرفض «الفتحاوي» للحوار، اشترطت «حماس» «عودة عباس إلى المربع الوطني وتبني المقاومة قبل استئناف أي حوار وطني معه». وقالت، في بيان لها، «إن كان البعض يشترط ضعفاً استئناف الحوار الوطني بعد عودة الأمور إلى سابقها في غزة، فنحن نضع الحوار تحت مشروطية عودة الرئيس إلى المربع الوطني بإلغاء صكوك غفرانه الكهنوتية وتبنّي المقاومة النظيفة اليد، الحسنة السمعة، ونبذ السلاح قاطع الطريق من الأجهزة الأمنية».
ورأت الحركة أن أبو مازن «تحوّل إلى ديكتاتور صغير في المنطقة عبر جهوده في الإقصاء نحو مختلف الجهات حتى على صعيد فتح نفسها، يشنّ داخل الحركة حملة تهميش وفصل لكل القيادات التي تخالفه الرأي وكان منها أحمد حلس وهاني الحسن».
في هذا الوقت، ألغي أمس اللقاء الذي كان مقرراً بين عباس والملك عبد الله، بناءً على طلب سعودي، بعدما كان من المقرر أن يطرح الملك السعودي موضوع بدء حوار بين حركتي «فتح» و«حماس».
وقالت مصادر عربية واسعة الاطلاع، لـ «الأخبار»، إن الملك السعودي رفض لقاء الرئيس الفلسطيني، مشيرةً إلى أن الاعتذار السعودي المهذب حمل فى طياته غضباً من عدم احترام أبو مازن الاتفاق الذي وقّعه في مكة.
وقالت المصادر إن الرياض مستاءة من انهيار هذا الاتفاق وإنها رفضت دعوة قادة من «حماس» و«فتح» للاجتماع مجدداً لمعاودة البحث في كيفية وقف الاحتراب الداخلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفسرت المصادر الموقف السعودي بأنه تخوّف حقيقي من عدم قدرة هؤلاء القادة على احترام أي اتفاق يتم التوصل إليه.
وكان مصدر مسؤول في الرئاسة الفلسطينية قد أكّد أمس إرجاء اللقاء الذي كان من المفترض أن يتم بين الرئيس الفلسطيني والملك السعودي وذلك بسبب «ضيق الوقت وارتباط الزعيمين بمواعيد أخرى».