أعلن رئيس الوزراء البريطاني الجديد غوردون براون أمس حكومته الجديدة، في وقت احتل فيه سلفه طوني بلير عناوين الصحف، بعد إعلان تعيينه مبعوثاً دولياً للشرق الأوسط، وسط معلومات عن استدعائه للتحقيق للمرة الثالثة في قضية تمويل «حزب العمال».وتعهّد براون أمس أن تكون للحكومة «أولويات جديدة»، هي بمثابة قوة التغيير في بريطانيا من حيث الأسلوب لا الجوهر. وكشف عن فريقه الوزاري الجديد، وعيّن اليستار دارلينغ، أحد أشد الموالين له، وزيراً للمال خلفاً له، فيما تولى ديفيد ميليباند (41 عاماً) وزارة الخارجية خلفاً لمارغريت بيكيت، ليصبح أصغر وزير يتولى المنصب منذ ديفيد اوين عام 1977.
كما عيّن براون جاكي سميث (44 عاماً) وزيرة للداخلية خلفاً لجون ريد، وهي أول امرأة تتولى هذا المنصب في بريطانيا. وعاد جاك سترو، الذي شغل سابقاً وزارتي الداخلية والخارجية، إلى الحكومة الجديدة، إذ عيّن وزيراً للعدل، فيما أعيد تعيين ديس براون وزيراً للدفاع.
وفي أول تعليق لبلير على توليه منصب المبعوث الدولي للسلام في الشرق الأوسط، رأى أن هذا الدور يمثل «تحدياً هائلاً». وقال، لصحيفة «نورذرن ايكو» المحلية، إنه «يجب تمهيد الطريق للتوصل الى تسوية عبر التفاوض، لذا علينا أولاً تهيئة الفلسطينيين لقيام دولة»، مضيفاً إنها «مسألة محورية». وأعلن نيته التوجه إلى الشرق الأوسط الأسبوع المقبل.
وعن العراق، قال بلير إنه «غير نادم على إزاحة الرئيس السابق صدام حسين رغم كونها مسألة مثيرة للجدل إلى جانب حل الجيش العراقي». وعزا سبب المشكلة في العراق الى «طبيعة العدو الذي نواجهه، لا لأن شخصاً ما اختار الصندوق الخاطئ».
وعلّق بروان على تعيين بلير باعتباره «الشخص المناسب» لتولي هذا الدور في الشرق الأوسط، معرباً عن «سروره» بذلك.
وأثار تعيين بلير ردود أفعال متباينة من كل أنحاء العالم. وأفادت صحيفة «زوددويتشه تسايتونغ» الألمانية أن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أعرب عن استيائه من «عدم التشاور» مع أعضاء اللجنة الرباعية، قبل ترشيح بلير للمنصب، إلا أنه عاد وقال إن «بلير جديرٌ بالوظيفة»، فيما قالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إن بلير سيكلّف بفضل «خبرته السياسية»، لكنّ «المسؤولية السياسية ستبقى ملقاة على كاهل» الرباعية.
ورداً على سؤال عن احتمال اثارة تعيين رئيس الوزراء البريطاني السابق استياءً في أوروبا أو المانيا، قالت ميركل إن «طوني بلير رجل يتمتّع بخبرة سياسية كبيرة»، شرط أن توظف خبرته «في خدمة حل النزاع في الشرق الأوسط».
وقالت عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر الألماني أنجيليكا بير «إن بلير جزء من المشكلة لا الحل».
من جهته، قال المندوب الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة جون بولتون «أعتقد أننا جميعاً نتمنى له النجاح لكن لا يتعين على أحد أن يستهين بالصعوبات التي ستواجهه».
وأعربت مصر والجامعة العربية عن أملهما في أن يؤدي تعيين بلير إلى مساعدة الشعب الفلسطيني على بناء مؤسساته والإعداد لقيام دولته.
إلى ذلك، نقلت وكالة «برس اسوشييشن» البريطانية عن مصادر لم تكشف هويتها قولها ان الشرطة حققت مع بلير للمرة الثالثة حول قضية تمويل «حزب العمال». ويتركز التحقيق الذي بدأ في اذار 2006 على مزاعم مفادها أن ممولين أثرياء قدّموا تبرعات كبيرة للحزب في مقابل مقاعد في مجلس اللوردات البريطاني، الذي يُعين أعضاؤه من دون انتخابات.
(أ ف ب، د ب أ، يو بي آي)