رأى السفير السوداني في لبنان جمال محمد إبراهيم، أمس، أن نزاع دارفور «تم تضخيمه بهدف تدويله خدمةً لمشاريع باتت معروفة»، واصفاً مؤتمر باريس الأخير بأنه «تمرين فاشل وتمثيلية في العلاقات العامة لتدشين التحالف الجديد بين الولايات المتحدة وفرنسا في أعقاب رحيل رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير»، في وقت شدّد فيه المندوب البريطاني لدى الأمم المتحدة إميري جو نزباري على أن الضغوط مستمرة على الخرطوم.وقال إبراهيم، لـ«الأخبار»، أمس، إن «مؤتمر باريس تجاهل صاحب الشأن الأساسي وهو السودان، كما تجاهل الاتحاد الأفريقي الذي تساهم قواته في حفظ السلام في دارفور برضا السودان». وأشار إلى أن «السياسة الخارجية (للرئيس الفرنسي نيكولا) ساركوزي تختلف عن الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك، فالخارج الذي يومئ إليه هو واشنطن».
وفي تعليقه على مشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في مؤتمر باريس، قال السفير السوداني إنه «كان من المناسب التشاور مسبقاً مع الدولة صاحبة الشأن». وأضاف: إن «الأنسب أن تغيب الجامعة العربية كما غاب السودان والاتحاد الأفريقي».
وعبّر إبراهيم عن استيائه من المواقف الغربية التي ترى أن السودان لا يستجيب إلا من خلال الضغوط، قائلاً «إنهم يعتبرون أن السودان لا يستجيب إلا بالعصا الغليظة، هراء هذا الحديث». وأشار إلى أن أي ضغوط لم تمارس عليهم في الحوار مع الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة العام الماضي. وأضاف: إن «السودان لم يرفض مبدأ القوات الدولية، بل طلب الوفاء بمتطلبات المرحلة الأولى لتليها المرحلة الثانية. وعندها يمكن الحديث عن المرحلة الثالثة، وهذا ما اتفق عليه الجميع العام الماضي ومثبت في المحاضر».
وأعلن السفير السوداني أن بلاده لا تعادي المجتمع الدولي أو الأمم المتحدة، بل هي دولة عضو في المنظمة الدولية تلتزم ميثاقها، وأبوابها مفتوحة للهيئات الدولية ولوكالات الأمم المتحدة المتخصصة. وقال «لسنا دولة فاشلة، بل نحن دولة متعاونة ونسعى لأن نكون طرفاً إيجابياً بمحض إرادتنا، لا بضغوط ولا سياط ولا عصيّ».
وحول موقف بلاده من الواقع الصعب والمحاصر الذي يواجهه، عبّر إبراهيم عن أسفه، قائلاً إن «أزمة دارفور صارت ملفاً مهماً يمسك به نواب الكونغرس، ولوردات لندن، ووزراء خارجية، بل ممثلون طامعون في الحصول على لقب سفير للنيات الحسنة». وأشار إلى أن الإعلام الغربي برمّته «يقوم على افتعال المآسي خدمة للأطماع الشريرة»، واصفاً إياها بـ«أطماع الكبار في ثروات الصغار الضعاف».
في هذا الوقت، وصف باري الزيارة التي قام بها إلى الخرطوم وأديس أبابا بأنها «ناجحة». وقال «حصلنا على التطمينات، والآن نريد رؤية الأفعال»، مشيراً إلى أن قراراً مشتركاً مع غانا سيقدم إلى مجلس الأمن من أجل إعطاء تفويض للقوة المشتركة، على أن يتقدم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالحصول على تمويل لهذه القوة من ميزانية قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وأعرب عن أمله في أن تتعاون «الأطراف إلى أقصى درجة مع الحكومة انسجاماً مع لهجة الخرطوم».
وأوضح المندوب البريطاني أن النتيجة التي وصل إليها المجتمع الدولي كانت بفضل الضغط الذي مورس على حكومة الخرطوم والمتمردين «وهو ما سيستمر». وقال إن «الأمر الأساسي يكمن في استكمال حزمة السلام، ثم تسريع نشر القوة المختلطة على الأرض».
(الأخبار)