موسكو ــ حبيب فوعاني
بخلاف الرؤساء الذين تمكّنوا من إلقاء خطاب أمام مجلس النواب الروسي «الدوما»، بكامل أعضائه خلال زياراتهم الرسمية إلى روسيا، لم يتمكّن الرئيس الفنزولي هوغو تشافيز، من إلقاء خطابه سوى في قاعة فرعية في «الدوما» مخصصة لأربعين شخصاً، بعدما رفض غالبية النواب طلباً برلمانياً بذلك في محاولة لترطيب الأجواء بين موسكو وواشنطن قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى البيت الأبيض. واتهم رئيس لجنة الشؤون الدولية في الدوما قسطنطين كوساتشوف النواب الذين طلبوا دعوة الرئيس الفنزويلي لإلقاء خطابه في القاعة الرئيسية، بمحاولة الإساءة إلى العلاقات بين موسكو وكاراكاس، لتخوّفه من عدم امتلاء القاعة بالحضوروتجنباً لوقوع هستيريا، كما حذر بعض الصحافيين والنواب، قامت مصلحة الحراسة الفيدرالية بإغلاق الطابق كله حيث تقع القاعة، منعاً للتدافع، ولكي لا يتشكّل طابور أمامها تسجله عدسات المصورين. فيما اعترف كوساتشوف نفسه، بأن 70 إلى 80 شخصاً احتشدوا في القاعة المخصصة لأربعين شخصاً.
وتكلّم تشافيز أمام النواب لأربعين دقيقة، وتطرّق في كلمته إلى الأوضاع الداخلية في فنزويلا وإلى التحولات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، التي تجري هناك. وتحدّث مطولاً عن إعادة تسليح الجيش الفنزويلي، وعن الأوضاع في أميركا اللاتينية وعن الزعيم الكوبي فيديل كاسترو.
ولم يخلُ الأمر من مهاجمة الولايات المتحدة، التي «تهدّد دائماً بلاده»، فيما وصف روسيا بـ«الحليف الاستراتيجي». وقال إنه «يجب على روسيا وفنزويلا إبرام اتفاقية ثنائية تحدّد الأطر الأساسية للتعاون بين البلدين».
من جهته، عبّر زعيم الحزب الليبرالي الديموقراطي، ونائب رئيس الدوما فلاديمير جيرنوفسكي، عن إعجابه بالزعيم الفنزويلي. وقال «نحن نشاطره وجهات نظره. وما يسرنا هو أن هذا اللقاء هو الأول من نوعه مع أحد الرؤساء حيث يُسمح للنواب بطرح أسئلتهم. أما عندما خطب (الرئيس الأميركي السابق بيل) كلينتون، فقد كان ذلك ممنوعاً. وكل شيء كان هذه المرة على ما يرام».
أما نائب رئيس الدوما سيرغي بابورين، فقد أعجب بدوره بـكلمة تشافيز، ولا سيما «الموقف الصلب المعادي لأميركا ومساندته لبوتين في ضرورة بناء عالم متعدد الأقطاب».
وفي الختام، أهدى جيرنوفسكي تشافيز زجاجة فودكا خاصة «لتساعده على مغالبة السأم في طيرانه». بينما أهداه رئيس «حزب الحرية والإرادة الشعبية» فيكتور تشيريبكوف لوحة زيتية رسم فيها تشافيز بدور مصارع ثيران يصارع ثوراً عليه العلم الأميركي.