للمرّة الثانية خلال عهده، استخدم الرئيس الأميركي جورج بوش، أوّل من أمس، حقّه بالنقض (الفيتو) ومنع نشر قانون أقرّه مجلس الشيوخ الأميركي الإثنين الماضي، يحدّد موعداً لانسحاب القوّات الأميركية من بلاد الرافدين، بسبب احتوائه لما يماثل «تحديد موعد للهزيمة في العراق».وقال بوش، في مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، إنّه يفهم نيات البعض استغلال قانون رصد مبلغ 124 مليار دولار لتمويل القوّات الأميركية في العراق، الذي ينصّ على تحديد الأوّل من تشرين الأول المقبل (على أن تنتهي العمليّة في آذار المقبل) كموعد لبدء الانسحاب، كبيان سياسي. وأضاف، في إطار تبريره «الفيتو»، «لقد أبدوا (الديموقراطيّون) وجهة نظرهم، أمّا الوقت الآن فهو لوضع السياسة خلفنا ودعم قواتنا».
وأوضح بوش أنّ على الأشخاص الانتظار حتى نهاية الصيف المقبل على الأقلّ لرؤية ما إذا كانت استراتيجيّته الجديدة تسير بشكل جيّد على طريق استعادة السلام في العراق.
وأفاد مسؤولون في الحزب الديموقراطي أنّهم يعدّون لعرض مشروع قانون جديد على مجلس النوّاب خلال 15 يوماً حول تمويل العمليات العسكريّة. وقال زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس النواب ستيني هوير: رغم الخلاف مع بوش، فإنّ حزبه لا يعارض وقف تمويل الحرب. وأشار مسؤولون إلى أن الديموقراطيين يعتزمون، على ما يبدو، سنّ تشريع يؤمن تمويل القوات بشكل مؤقت (شهرين)، يعطيهم الفرصة لخوض مواجهة جديدة مع البيت الأبيض.
ميدانيّاً، وفي إطار الجدل الدائر منذ يومين حول مقتل زعيم تنظيم «القاعدة في بلاد الرافدين» أبو أيوب المصري، أعلن مدير الاتصالات الاستراتيجية لقوّات الاحتلال مارك فوكس، أمس، عدم توافر أيّة معلومات عن مصيره، وذلك بعد أن كان المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقيّة عبد الكريم خلف قد أعلن عن وجود معلومات استخبارية «مؤكّدة» تشير إلى مصرع المصري في اقتتال داخلي.
وأعلن الجيش الأميركي، أمس، عن وفاة أحد جنوده لسبب «غير قتالي»، وهو أوّل جندي أميركي يُعلن عن مصرعه خلال أيّار الجاري، بعد أن كان الشهر الماضي قد شهد مقتل 104 من الجنود الأميركيين، فيما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية عن مقتل جندي لها في حادث دراجة هوائية في العراق أوّل من أمس. وكانت مصادر أمنيّة عراقية قد أفادت، أمس، عن مقتل 6 أشخاص في تفجير بمدينة الصدر، بعد أن قضى 16 شخصاً في هجمات متفرّقة، بينهم 11 في انفجار عبوة ناسفة داخل حافلة في منطقة المحموديّة.
من ناحية أخرى، كشف وزير الدفاع البريطاني السابق جيف هون، في مقابلة نشرت أمس، عن أنّ بلاده اختلفت مع الولايات المتحدة بشأن قضايا رئيسية تتعلّق بالعراق، لكن رأيها تم تجاهله على أعلى المستويات. وقال هون، الذي يشغل حالياً منصب وزير الدولة لشؤون أوروبا، إنّ وزراء بريطانيّين كباراً لم يوافقوا على قرار واشنطن بحلّ الجيش العراقي في أيار عام 2003، وتخليص قطاع الخدمة المدنية في العراق من أعضاء حزب «البعث»، وأضاف: على الرغم من إيضاحات وجهات النظر على كل المستويات، «كان القرار في الواقع يأتي من مكان مختلف تماماً»، وتحديداً من مكتب نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني.
وفي الشأن السياسي الداخلي، اتهم عضو مجلس النوّاب العراقيّ عن الكتلة النيابيّة للتيار الصدري، سامي العسكري، في حديث مع إذاعة «راديو سوا» أوّل من أمس، الحكومة السعودية بدعم الفصائل «الإرهابية» التي تسعى إلى نسف العملية السياسية في العراق، وذلك «بناءً على معلومات أمنية تشير بشكل واضح إلى وجود دعم مالي وسياسي واسع من قبل الرياض».
(أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي، أ ب، و ا ب)