بول الأشقر
بمناسبة عيد العمال، أكملت بوليفيا وفنزويلا عملية تأميم مواردهما من الطاقة النفطية والغازية، فيما رفعت فنزويلا ونيكاراغوا قيمة الحد الأدنى للأجور، الأولى بنسبة 20 في المئة والثانية بنسبة 15 في المئة.
وأعلن الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز أن «فنزويلا ستتسلم بدءاً من الأول من أيار إدارة الشركات المختلطة العاملة في البئر النفطية على نهر أورينوكو، حيث تمتد المنطقة المنقبة على مساحة 55000 كيلومتر مربع وحيث يوجد أكبر مخزون نفطي عالمي يقدر بـ370 مليار برميل».
وإذا أثبتت فنزويلا وجود هذه الكمية من الاحتياط على نهر أورينوكو، فقد تتحول في عام 2008، بدلاً من السعودية، إلى أول مخزون عالمي للنفط، علماً بأن نفط نهر اورينوكو صعب التنقيب والتسويق وهو غير تقليدي وذو نسبة عالية من الكبريت. وقد وقّعت حتى الآن عشرة من أصل الشركات الـ13 العاملة في هذه المنطقة العقود الجديدة، حيث تمتلك الشركة الرسمية الفنزويلية 60 في المئة من أسهم الشركات والإدارة العملانية. ورمزياً، تمّ إستبدال قبعات العمال الزرق بقبعات حمر.
ومن جهة أخرى، أعلن تشافيز رفع الحد الأدنى للأجور بنسبة 20 في المئة، وصار يشكل ما يوازي 286 دولاراً، «وهو الأعلى في أميركا اللاتينية» بحسب الرئيس الفنزويلي، الذي طالب بتقليص ساعات العمل.
وفي بوليفيا، دخلت حيّز التنفيذ أمس العقود مع الشركات الأجنبية التي وقّعت بعد تأميم الغاز قبل سنة، وكان قد تأخر إقرارها في مجلس النواب بعد مفاوضات عسيرة. ورمزياً، قُطع إنتاج الغاز ثم أُعيد تشغيله في حقول الغاز ومحطات التكرير.
وفي كوبا، لم يظهر الرئيس فيدل كاسترو، بالرغم من التكهنات الصحافية، في الاحتفال التقليدي الذي يضم الملايين والذي ترأسه هذه السنة راوول كاسترو. وكان فيدل قد دعا الكوبيين إلى المشاركة في عرض أول أيار، في مقاله الرابع منذ شفائه، الذي خصصه مرة جديدة لموضوع الطاقة حيث رأى أن «مصير العالم يتوقف على القيام بثورة في كيفية استعمال الطاقة».
وفي نيكاراغوا، أعلن الرئيس دانيال أورتيغا، خلال احتفال عيد العمال، رفع الحد الأدنى بنسبة 15 في المئة «وإذا أمكن 25 في المئة».
وفي نهاية الأسبوع الماضي، كانت دول الـ«ألبا» المؤلفة من فنزويلا وكوبا وبوليفيا ونيكاراغوا، التي تمثل «يسار اليسار» في أميركا اللاتينية، قد عقدت قمتها الدورية في فنزويلا. وتأسست الـ«ألبا»، وهي تسمية مناقضة للـ «الكا» التي كانت تنوي الولايات المتحدة إنشاءها كسوق مشتركة وحيدة في كل القارة الأميركية، والتي تعثرت ثم تعطلت بسبب رفض دول الـ«مركوسور» القبول بشروطها. وقد عرض تشافيز تأمين كل حاجات هذه الدول بالطاقة، وفق شروط مالية مغرية واستعمال موارد فنزويلا النفطية كالعمود الفقري لتطوير الـ«ألبا».
وخلال الاجتماع، أعلن تشافيز نيته ترك صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بعدما سددت فنزويلا كل الديون المستحقة عليها مع هاتين المؤسستين.