اربيل، بغداد - الأخبار
حرص الرئيس العراقي جلال الطالباني، خلال لقائه ضيوف أسبوع «المدى الثقافي» أوّل من أمس حضرته «الأخبار»، على ترسيخ صورة مختلفة عن تلك التي تعبّر عنها فكرة «الأب الروحي» لدى العراقيّين والعرب. ولم يكن خافياً أنّ اللقاء مثّل «رسالة» سعى من ورائها الطالباني إلى إلغاء النظرة إليه على أنّه «عميل للاحتلال»

شدّد الطالباني على أنّ «كردستان هي جزء من دولة العراق، والأكراد جزء من الشعب العراقي»، إلّا أنّه أضاف «نحن نريد تعميم تجربة إقليم كردستان في تحقيق الأمن». هذه الإشارات صدمت بعض الحاضرين من دول عربية لأنّها ألغت فكرة «الرئيس المتعصّب صاحب حلم الدولة الكردية»، ولكن المعارضين للطالباني علّقوا بالقول «هذه مجرد دعاية للاستهلاك الإعلامي».
وتطرّق الرئيس العراقي لمؤتمر شرخ الشيخ، معتبراً أنّ التفاهم الأميركي ــــ السوري «مفيد لنا فى العراق، ونتوقّع أن تتخذ اجراءات نتيجة المؤتمر تساعد على وقف نزيف العمليات الإرهابية». كما علّق على رفض السعودية استقبال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالقول «هم (السعوديّون) قالوا إنّ مواعيدهم مزدحمة، لكنهم غالباً لا يرضون عنه».
واعترف الطالباني بأنّ «البرلمان والحكومة، بشكلهما الطائفي، هما نتاج الواقع العراقي»، موضحاً «نحن في العراق متخندقون عنصرياً وطائفياً، وهذا ليس شيئاً صحياً». وقال «أعرف أنّ الطائفة موجودة، لكنّ الطائفية مقيتة ولا بد من بداية الطريق لإنهاء التطرّف والإرهاب، وهذا ما يجعلنا نسعى الى تكوين حلف المعتدلين في العالم العربي»، مشيراً إلى أنّه، وفي خطاب إلى حزب «الدعوة»، «دعوتهم إلى جبهة وطنية ترتفع من فكر الطوائف إلى المستوى العراقي الوطني».
وكشف الطالباني أنّه تتمّ الآن صياغة الدستور العراقي بطريقة التوازانات. وقال «يصرّ البعض على إقرار أنّ الإسلام هو المرجعية، فنوافق على أن نضع مادّة تقول ان القوانين يجب ألا تخالف القواعد الديموقراطية وهكذا».
في هذا الوقت، أعلن الجيش الأميركي، في بيانين منفصلين أمس، مقتل 3 من جنوده وإصابة اثنين آخرين بانفجارين منفصلين بعبوتين ناسفتين في بغداد أوّل من أمس.
وكانت السفارة الأميركية في بغداد قد أعلنت مقتل 4 موظفين فيلبينيين لديها إثر «هجوم صاروخي» استهدف المنطقة الخضراء المحصنة التي تضم مباني السفارة الاميركية والبريطانية والحكومة العراقية.
وقتل 4 عراقيّين وأصيب نحو 50 آخرين بانفجار سيارتين مفخختين استهدفتا منزلين لضابط في الشرطة ومسؤول محلي في المدينة.
ورفض المتحدّث الرسمي باسم قوّات الاحتلال في العراق الجنرال وليام كالدويل أمس، تأكيد مقتل زعيم تنظيم «دولة العراق الاسلامية» عمر البغدادي، معلناً مقتل وزير إعلام التنظيم أبو عبد الله الجبوري، وذلك ما اعترف به التنظيم على موقعه على شبكة الإنترنت.
وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية قد أعلن في وقت سابق مقتل البغدادي متأثراً بجروح أصيب بها في اشتباك مع قوات عراقية وأميركية في منطقة الضلوعية في شمال بغداد.
إلى ذلك، أعلنت ثلاث جماعات إسلامية سنية، هي «الجيش الإسلامي في العراق» و«جيش المجاهدين» و«جماعة أنصار السنة» (وهي فرع من جيش أنصار السنة) أمس أنّها شكلت ائتلافاً يهدف إلى طرد القوّات التي تقودها الولايات المتحدة من العراق. وبدا أنّها تنأى بنفسها عن المنظمات المرتبطة بتنظيم «القاعدة».
ووفقاً لبيان نشر على الإنترنت، قال الائتلاف إنّه سيتفادى إراقة دماء المدنيّين، و«إن الجبهة بمكوناتها، تتعاهد على مواصلة القيام بواجب الجهاد في العراق حتى تحقيق جميع أهدافها».