القدس المحتلة، غزة ــ الأخبار
المقاومــة الفلسطينيــة تحذِّر من «مغــامرة» تـــحاكي «فشل» حــرب لبنان

اقتربت التهديدات الإسرائيلية بعملية عسكرية في قطاع غزة من الواقع، مع تنفيذ طائرات الاحتلال محاولة اغتيال كوادر للمقاومة الفلسطينية، وتزايد التلويح الإسرائيلي بإسقاط «ضبط النفس».
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت من احتمال رد إسرائيلي «قاس» على إطلاق الصواريخ الفلسطينية. وأضاف أن «هذه القذائف تشكل تهديداً حقيقياً لإسرائيل التي لن يكون بمقدورها ممارسة ضبط النفس إلى ما لا نهاية».
كما هدد وزير الدفاع الإسرائيلي عامير بيرتس أمس فصائل المقاومة الفلسطينية بأن «ضبط النفس لن يدوم إلى الأبد». لكنه دعا في الوقت نفسه إلى تبني مبادرة سياسية واستنفاد كل السبل قبل اتخاذ قرار بشن حرب أو حملة عسكرية. وأضاف: «إسرائيل تبذل الجهود لمنع التصعيد في قطاع غزة. لكنها ستختار الوقت المناسب للعمل ضد فصائل المقاومة الفلسطينية».
إلا أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني حذرت من اتخاذ «قرار متعجل» بالهجوم على قطاع غزة. وقالت، لصحيفة «هآرتس»: «يجب على الحكومة ألا تكرر الأخطاء التي ارتكبت خلال حرب الصيف الماضي في لبنان». وطلبت من القيادات العسكرية «تقديم خططهم الخاصة بأي هجوم على غزة، بما في ذلك البدائل الأخرى لعملية عسكرية، لتكون وزارة الخارجية على إطلاع بشأن أي قرار يمكن اتخاذه في هذا الشأن»، مشيرة إلى «أنه حان الوقت لتغيير طرق العمل في الحكومة الإسرائيلية، وكذلك في المستويين العسكري والدبلوماسي».
وكانت أوساط عسكرية إسرائيلية قد عبرت عن فقدانها القدرة على الرد على عمليات إطلاق الصواريخ الفلسطينية، مدعية أن «القيادة السياسية الإسرائيلية ترفض قيام الجيش برد فعل ضد غزة في هذا الوقت».
ونقل المراسل العسكري للقناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلي روني دانييل عن أوساط قيادية عسكرية قولها: «لا حرية لنا في الرد رغم وقوع إصابات في صفوف الإسرائيليين من سكان النقب الغربي».
وفي السياق، قال مصدر عسكري إسرائيلي إنه لا يجوز لإسرائيل أن تقف موقف المتفرج إزاء استمرار إطلاق القذائف الصاروخية الفلسطينية من غزة في اتجاه النقب، مشيراً إلى أن «نشاطات الجيش الإسرائيلي في المرحلة الراهنة ضد إطلاق الصواريخ هي نشاطات دفاعية فقط».
في المقابل، شدد المتحدث الإعلامي باسم «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، أبو عبيدة، على أن تصريحات بيرتس محاولة منه لتوفير «طوق نجاة» بعد تقرير لجنة فينوغراد وتأكيد فشله في الحرب على لبنان. وقال أبو عبيدة إن «الاحتلال الصهيوني لن يغامر في قطاع غزة، لأن هذه المغامرة ستكون بمثابة فشل جديد ولن يحقق أي نجاح».
وشدد أبو عبيدة على أنه «أصبحنا مستعدين أكثر من أي وقت مضي، وسنقاوم في إطار ما هو متاح لدينا، وسنفاجئ العدو الصهيوني وسنواجهه حتى آخر قطرة دماء، ولن يدخل الجيش الصهيوني إلى القطاع إلا على أجسادنا». وأشار إلى أن الفصائل الفلسطينية «تعمل على إنشاء غرفة عمليات مشتركة ليكون العمل في الميدان منسّقاً في حال حدوث أي اجتياح للقطاع».
وفي هذا الوقت، أعلنت «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، نجاة اثنين من ناشطيها في عملية اغتيال إسرائيلية، استهدفتهما أمس شمال القطاع.
وقالت مصادر محلية وشهود عيان إن مقاومين من السرايا تمكنا من القفز من السيارة التي كانا يستقلانها، قبل لحظات من انفجار صاروخ أطلقته طائرة حربية إسرائيلية تجاهها، ما أدى إلى إصابة مواطن مدني صودف وجوده في المكان لحظة القصف.
وفي إطار رد فعل المقاومة على العدوان، أعلنت سرايا القدس مسؤوليتها عن قصف بلدة سديروت، المتاخمة للقطاع، داخل فلسطين المحتلة عام 48، بصاروخ من طراز «قدس» متوسط المدى، وقصف موقع «كيسوفيم» الإسرائيلي المحاذي لخط التحديد شرق مدينة دير البلح، وسط القطاع، بقذيفتي هاون.
واعترفت مصادر عبرية بأن الصاروخ أصاب منزلاً إسرائيلياً، قريباً من روضة أطفال، في البلدة المذكورة، ما أدى إلى جرح ثلاثة إسرائيليين، وإصابة اثنين آخرين بحالة هلع.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أمس أن قوات حرس الحدود اعتقلت نهاية الأسبوع الماضي 850 فلسطينياً لاتهامهم بالإقامة غير المشروعة في إسرائيل. وقالت الإذاعة إن معظم الاعتقالات جرت في المناطق المحيطة بمدينة القدس، وأُفرج عن معظم المعتقلين وأُعيدوا إلى المناطق الفلسطينية باستثناء نحو مئة شخص.