غزة ـــ الأخبار
سعى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء إسماعيل هنية، أمس، إلى الحد من الخلافات بينهما، والتي تهدّد حكومة الوحدة الوطنية، ولا سيما في الملف الأمني، حيث لا يزال وزير الداخلية مصرّاً على الاستقالة لتضارب الصلاحيات الأمنية مع مدير الأمن العام رشيد أبو شباك.
ولم يخرج لقاء عباس وهنية ليل الأحد ـــ الاثنين باتفاق في المسألة الأمنية، إلا أنهما اتفقا على تكثيف اللقاءات خلال الأيام المقبلة، إلى جانب لقاءات موازية بين حركتي «فتح» و«حماس» في غزة.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن «الفشل» بات يهدد اتفاق مكة، وخصوصاً في ظل استمرار الحصار الدولي، وتنامي مظاهر الفوضى والفلتان الأمني. وأضافت أن عباس وهنية، ومن ورائهما حركتا «فتح» و«حماس»، سيعملان خلال الساعات القليلة المقبلة على البحث في مجمل القضايا الخلافية العالقة، لتجاوزها ومنع تفاقمها، قبل التفرغ لباقي الملفات «الثقيلة» التي تعترض اتفاق الوحدة، وأبرزها الحصار الدولي والعدوان الإسرائيلي المتصاعد.
وذكرت مصادر في ديوان الرئاسة في غزة أن وزير الداخلية هاني القواسمي وقادة الأجهزة الأمنية شاركوا في اجتماع عباس وهنية. وقالت المصادر نفسها إن عباس رفض استقالة القواسمي وطالبه بالعدول عنها، بعدما وعده بتقديم كل الوسائل لإنجاح مهماته لوضع حد للانفلات الأمني في القطاع.
ووصف المتحدث باسم رئاسة الوزراء غازي حمد اللقاء بأنه «إيجابي»، مشدّداً على «الدعم الكامل الذي أبداه عباس لوزير الداخلية لإنجاح خطته الأمنية».
وفي السياق، قال الرئيس الفلسطيني، في اجتماع لقادة «فتح» في الضفة الغربية وغزة أمس، إن الرفض الإسرائيلي للخطة الأميركية الجديدة الرامية إلى بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين «أراح رافضيها ومنتقديها»، معتبراً أن إطلاق الصواريخ من قبل الفصائل الفلسطينية كان من أهم الأسباب التي أدت إلى انهيار التهدئة.
وأضاف عباس أن «الخطة الأميركية خطة أمنية وتتطرق إلى فتح المعابر ووقف إطلاق الصواريخ، وتتمنى نشر قوات لمنع إطلاق الصواريخ ووقف التهريب. وللأسف حدثت ردود فعل غير مناسبة، لكن الرفض الإسرائيلي أراحهم».
وطالب الرئيس الفلسطيني العالم بالضغط على إسرائيل لإعادة الأموال الفلسطينية المحتجزة لديها، محذراً من أن «الوضع سيكون خطيراً إذا لم تتم إعادتها وأنه لا يمكن أن تكون هناك رواتب بانتظام». وانتقد بعض الدول، التي لم يسمّها، بسبب استمرار رفضها التعامل مع حكومة الوحدة الوطنية. وشدد على أهمية النهوض بحركة «فتح» وإجراء انتخاباتها الداخلية في كل أرجاء الوطن، مشيراً إلى وجود آليات لعقد المؤتمر السادس للحركة.
إلى ذلك، أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس أن وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ارجأت زيارتها إلى المنطقة التي كانت مقررة منتصف الشهر الجاري إلى أجل غير مسمى، من دون ذكر أية تفاصيل.
وأكد مسؤول في الرئاسة الفلسطينية أن رايس أبلغت السلطة الفلسطينية تأجيل زيارتها للمنطقة إلى أجل غير مسمى بسبب تصاعد الأزمة الإسرائيلية الداخلية وما خلفه تقرير لجنة «فينوغراد» حول نتائج العدوان على لبنان. وأوضح أن «تحفظ الحكومة الإسرائيلية على الخطة (الأمنية) الأميركية التي تم طرحها من الأسباب التي دفعت رايس إلى تأجيل زيارتها للمنطقة لأنها ستكون عثرة في جولتها التي يحتمل أن تفشل».
من جهة ثانية، قتل أحد مرافقي النائب «الفتحاوي» ماجد أبو شمالة، وأصيب ستة آخرون، خلال احتجاج جماعة سلفية متشدّدة على إقامة مهرجان دعت إليه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» أول من أمس، في إحدى المدارس الابتدائية في مدينة رفح، جنوب القطاع.
وقالت مصادر أمنية فلسطينية إن أفراد الجماعة انتظروا حتى انتهاء المهرجان وألقوا قنبلتين يدويتين من صنع محلي على المشاركين.