رأى الرئيس السوري بشار الأسد، في حديث بثّته شبكة «ان بي سي» الأميركية أمس، أنّ واشنطن تتعامل مع دمشق بصفتها «كبش محرقة» حين تتّهمها بدعم المقاومة في العراق.وقال الأسد إنّ الأميركيّين «يلومون الآخرين ويبحثون لأنّ حربهم فاشلة»، مشدّداً على أنّ بلاده لم تتمتّع «يوماً» بسلطة على المقاومة العراقية. ورأى أنّ واشنطن، وعبر اتهام سوريا في هذا الموضوع، تأمل محو أخطائها العسكرية.
وتساءل الرئيس السوري، الذي وصف الرئيس الأميركي جورج بوش وإدارته بالساعين «للتنصّل من أيّ مسؤولية»، قائلاً «أين مصلحتي في أن تسود الفوضى في العراق؟»، مشيراً إلى أنّ تشجيع العنف وعدم الاستقرار على حدود بلاده لن يؤدّي إلى أي نتيجة.
في هذا الوقت، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الأسد بحث في دمشق أمس مع وزير الخارجية البرتغالي لويس فيليب ماركيز آمادو، «العلاقات الثنائية بين سوريا والبرتغال وعلاقات سوريا مع الاتحاد الأوروبي ووسائل تعزيزها عبر آليات مبنية على الثقة المتبادلة».
وبحسب «سانا»، تناول الجانبان «مجريات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط وأهمية تعزيز دور الاتحاد الأوروبي في التعامل مع قضايا المنطقة».
وكان آمادو قد التقى في وقت سابق نظيره السوري وليد المعلم، ووصف اجتماعه به بأنه «جيد جداً»، موضحاً أنّ زيارته لدمشق تأتي في إطار التحضيرات التي تقوم بها بلاده تمهيداً لتسلّم الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي الشهر المقبل.
وقال آمادو إنّه بإمكان سوريا «القيام بدور هام في كل النزاعات في المنطقة وأنّها واحدة من الدول المؤثرة في المنطقة. ولهذا، أنا هنا اليوم للتحدث إلى السلطات السورية»، مشيراً إلى أنّ لشبونة ستسعى خلال فترة رئاستها للاتحاد الأوروبي، إلى إعطاء أهمية خاصّة للشرق الأوسط ولمشاكله.
وذكرت «سانا» أنّ المعلم عرض خلال اللقاء «تصوّرات الحل السياسي في العراق الذي أقرّته القمّة العربية في الرياض، والتي شدّدت على ضرورة قيام الحكومة العراقية باتخاذ سلسلة خطوات تمثّل أسساً للمصالحة الوطنية وتفسح الطريق أمام توسيع العملية السياسية».
وعن الصراع العربي ــــ الإسرائيلي، أوضحت «سانا» أنّ المعلّم شرح «تطوّرات عملية السلام والأسس التي قامت عليها والعقبات التي واجهتها وصولاً الى المبادرة العربية للسلام التي أطلقتها القمّة العربية في بيروت»، مضيفةً إنّ الدبلوماسي السوري، وفي ما يتعلق بلبنان، شدّد على حرص بلاده على «العلاقات الأخوية، والحاجة إلى تحقيق التوافق بين اللبنانيين لحل مختلف القضايا بعيداً عن التدخل الأجنبي».
وفي السياق، هنّأ الأسد أمس الرئيس الفرنسي المنتخب نيكولا ساركوزي على فوزه بالسباق نحو الإليزيه، متمنياً أن تشهد العلاقات بين سوريا وفرنسا «تطوراً» خلال الفترة المقبلة.
إلى ذلك، أُرجئت محاكمة المثقّفين السوريّين المعارضين المعتقلين منذ عام، ميشيل كيلو ومحمود عيسى، إلى 13 أيّار الجاري «للتدقيق او النطق بالحكم»، حسبما أعلنته المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا أمس.
وقال أمين سرّ المنظمة، عبد الرحيم غمازة، لـ«فرانس برس»، إنّ «كيلو تقدم بمذكرة دفاع مستقلة، كما تقدمت هيئة الدفاع بمذكرة أيضاً»، مشدّداً على أنّ «هذه المحاكمة هي محاكمة رأي ولا علاقة لها بالقانون، وإنما بتطويع النصوص القانونية قسراً لتلائم واقعة الدعوى».
(أ ف ب، يو بي آي، د ب أ، رويترز)