strong>3 قتــلى أميـــركيين... وبـــوش يلـــوّح بـ«فيتـــو» جديـــد
في إطار جولة وصفها البيت الأبيض بأنّها «متابعة» لمؤتمر الجوار العراقي الذي انعقد في شرم الشيخ الأسبوع الماضي، وصل نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني أمس إلى بغداد، حيث تشهد العملية السياسية تعثراً كبيراً، وتتكبد قوات الاحتلال خسائر متزايدة، فيما البيت الأبيض يلوّح بـ«فيتو» جديد على طرح معدّل للكونغرس حول تمويل القوّات.
وبعد لقائه رئيس الحكومة العراقيّة نوري المالكي، قال تشيني، الذي يزور بغداد في إطار جولة في المنطقة تضم الرياض وأبو ظبي وعمان: «تحدّثنا عن طائفة من المواضيع تتعلّق بالعراق والمنطقة، وركزنا على أشياء مثل خطة بغداد الأمنية، والعمليات المتواصلة ضد الإرهابيين، والمواضيع الاقتصادية والسياسية المعروضة أمام الحكومة العراقية»، مضيفاً أنه تمّ خلال اللقاء مراجعة نتائج مؤتمر الجوار العراقي الذي انعقد في شرم الشيخ الأسبوع الماضي والتحدّث عن المستقبل «بلغة جهودنا المشتركة لبناء عراق آمن ومطمئن، يحكم نفسه وخال من تهديدات القاعدة والتمرّد».
وأشار تشيني إلى أنّه لمس «إدراكاً أكبر» لدى القادة العراقيين لضرورة التحرك بسرعة من أجل تسوية مشكلات العراق، بعد لقائه المالكي والرئيس جلال الطالباني ووزراء الداخلية والنفط والمالية والخارجية.
بدوره، وصف المالكي اللقاء مع تشيني بأنّه «إيجابي وجاد». وقال إنّهما بحثا الجهود التي بذلت والتي يجب أن تبذل من أجل «استمرار العلاقات القوية بين دولتينا»، مشيراً إلى أنّ المباحثات شملت أيضاً «التحديات التي تواجه العملية السياسية في العراق، والإنجازات التي حققها الشعب العراقي نتيجة لدعم الولايات المتحدة والدول الأخرى في المجتمع الدولي». وأوضح أنّه تمّ إرساء الأرضية «لخطوات عملية بهدف دعم جهود العمل على جبهتي الأمن والسياسة المحلية».
وعلّق السفير الأميركي لدى العراق راين كروكر، في حديث للصحافيّين على متن طائرة تشيني، بأنّ الأخير سيكرّر اعتراض واشنطن على أخذ البرلمان العراقي عطلة نيابية لشهرين، فيما يفترض به أن يبتّ في قضايا هامّة. وقال إنّ هذه المسألة «جزء من رسالة (تشيني)، وسبق أن قلت ووزيرة (الخارجية كوندوليزا) رايس ذلك. وأنا واثق بأن نائب الرئيس سيقول ذلك»، مضيفاً أنّ «من المستحيل فهم كيف يأخذ النوّاب إجازة صيفية في ظلّ الجهود الكبيرة التي نبذلها مع القوّات الأمنية العراقية والجنود».
وفي السياق، قال نواب عراقيون، لوكالة «فرانس برس»، إنّهم لم يقرّروا بعد إذا ما كانوا سيأخذون عطلتهم، لكنّهم أعربوا عن استعدادهم للمجيء إلى المجلس إذا وجب مناقشة مشاريع قوانين هامّة.
إلى ذلك، لوّح البيت الأبيض أمس، على لسان المتحدّث باسمه طوني سنو، بأنّ الرئيس الأميركي جورج بوش سيستخدم حقّ النقض («الفيتو») الرئاسي للمرة الثانية ضدّ مشروع قانون في الكونغرس إذا نصّ على تمويل مرحلي للعمليات العسكرية في العراق.
وجاءت تحذيرات البيت الأبيض بعد أن تقدم ديموقراطيّو الكونغرس بطلب، سيطرح على التصويت اليوم، ينصّ على الموافقة حتى تموز المقبل على نحو 60 مليار دولار من أصل المئة مليار دولار التي طلبتها وزارة الدفاع الأميركيّة لتمويل حربي العراق وأفغانستان، مع ربط منح أي مبالغ إضافية بعد ذلك بمدى تحقيق القيادة العراقية للأهداف السياسية المطروحة. وأوضحت وسائل إعلام أميركيّة أنّ من بين تلك الأهداف: التصديق على قانون حول النفط وطرح قانون بشأن الانتخابات في المحافظات العراقية بالإضافة إلى إقرار قانون لإعادة تعيين الكثير من الأعضاء السابقين في حزب البعث.
ميدانيّاً، أعلن الجيش الأميركي أمس مقتل 3 من جنوده في العراق، اثنين بانفجار عبوة ناسفة في جنوب شرق بغداد وآخر خلال إطلاق نار في محافظة ديالى. كذلك أفاد الاحتلال بأنّ مروحيّة تابعة له قتلت 5 من المارّة من بينهم طفلان في بغداد.
وكانت مدينة أربيل شهدت أمس مجزرة قضى فيها 14 شخصاً وأصيب 87 آخرون عندما فجّر انتحاريّ يقود شاحنة مفخخة نفسه قرب وزارة الداخلية التابعة لإقليم كردستان في شمال بغداد.
وفي السياق، قتل 4 صحافيّين، بينهم رئيس مؤسسة «الرعد» الإعلامية وصاحب امتياز صحيفة «العراق غداً» الأسبوعية، رعد مطشر في هجوم مسلح قرب ناحية الرشاد جنوب غرب كركوك.
كما أعلنت مصادر أمنية عراقية مقتل شخصين، بينهم أحد المدراء العامّين في وزارة الإسكان هو هاشم مهدي الربيعي، فيما أفادت الشرطة بمقتل 8 أشخاص والعثور على 30جثّة في أنحاء متفرّقة من البلاد.
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، د ب أ)