strong>القاهرة ـــ خالد محمود رمضان
لم يخرج وزراء خارجية مصر والأردن وإسرائيل، بعد تسعين دقيقة من الاجتماع في القاهرة أمس، بأي بادرة باتجاه عزم إسرائيل الإعلان عن قبولها مبادرة السلام العربية.
ولم تعط وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني نظيريها المصري أحمد أبو الغيط والأردني عبد الإله الخطيب، في أول اجتماع يعقد بينهم لتسويق المبادرة، أي إشارة إلى القبول بها. وقالت مصادر مطلعة لـ «الأخبار» إن ليفني تحدثت في المقابل عن ضرورة تغيير بعض بنود المبادرة حتى يمكن أن تكون مقبولة لدى إسرائيل حكومة وشعباً.
وأشارت المصادر إلى أن ليفني قالت «يستحيل على أي مسؤول اسرائيلي القبول بمبدأ عودة اللاجئين الفلسطينيين مجدداً إلى ديارهم لأن هذا يعني انهيار الدولة العبرية وتفكيكها».
وكشفت المصادر عن تفاصيل ما جرى، مؤكدة أن ليفني رأت أن تطبيع العرب مع إسرائيل لا ينبغي أن يكون مرتبطاً بقبولها أو رفضها لمبادرة السلام. ونقلت عنها القول «طبّعوا أولاً معنا ثم يمكن عن طريق العلاقات المشتركة التفكير في كيفية إقامة تعايش سلمي».
وقالت ليفني، بحسب المصادر نفسها، إن «العرب يهدرون فرصاً كثيرة للاستفادة من إسرائيل التي قالت إنها تعيش في محيط معاد لها وتأمل أن تتمكن من كسر حدة عدائه التي وصفتها بأنها غير مبررة ولا تتسق مع المصالح المشتركة والمهملة».
ودعت وزيرة خارجية إسرائيل نظيريها المصري والأردني إلى نقل رسالة لبقية الدول العربية مفادها أن تل أبيب منفتحة على سلام يضمن أمنها ويحمي حدودها ولا يتعارض مع مصالحها الإقليمية والدولية.
وفي مؤتمر صحافي مشترك بعد اللقاء الثلاثي، وصفت ليفني الاجتماع بأنه استعداد أولي، معلنة أن اجتماعاً مقبلاً سيعقد في إسرائيل. وقالت إنها «جاءت للقاء ممثلي الجامعة العربية بهدف التعرف إلى كيفية تعزيز السلام في المنطقة»، معتبرة أن «عملية السلام الفلسطينية ـــ الإسرائيلية ستكون بالطبع على مسار ثنائي بين إسرائيل والفلسطينيين».
وشدّدت ليفني على أن «العالم العربي له دور مهم من اجل دعم الطرفين بهدف الوصول إلى تحقيق السلام». ورأت أن «المعتدلين يشتركون في الأهداف الخاصة بإقامة دولتين تعيشان جنباً إلى جنب في المنطقة في سلام». وقالت إن «الاجتماع بداية من شأنها مساعدة الطرفين والمنطقة على الوصول للسلام، وإن هناك فرصاً أخرى للتفاهم أيضاً في العالم العربي لدعم عملية السلام».
من جهته، أعلن أبو الغيط أنه سينقل وجهة النظر الإسرائيلية التي استمع إليها خلال اللقاء إلى مجموعة السلام العربية ولجنة المتابعة المنبثقة عن القمة العربية الأخيرة في الرياض. ونفى عزم التفاوض مع إسرائيل بالنيابة عن الأطراف العربية. وشدد على أن الأطراف المعنية هي التي ستتفاوض مع إسرائيل، سواء الفلسطينيون أو السوريون أو اللبنانيون. وقال إن «ما تقوم به مجموعة الاتصال يتمثل في تهيئة الأجواء وتجهيز المسرح».
وكانت ليفني قد قالت، عقب محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك، إن اجتماعها مع الوزيرين العربيين سيكون اجتماعاً تاريخياً باعتباره الأول بين إسرائيل وممثلين للجامعة العربية. وأضافت «أعتقد أن العالم العربي مهم في النزاع الفلسطيني ـــ الإسرائيلي، ويمكن أن يدعم العملية وأن يمنح إسرائيل أفقاً سياسياً وأن يساعد الفلسطينيين على تحقيق تقدم أكبر في أمر الاتفاقات المستقبلية بين إسرائيل والفلسطينيين».
ونفت مصادر مصرية وعربية رسمية لـ «الأخبار» صحة ما أذيع أمس في تل أبيب من أن ليفني اتفقت مع الرئيس المصري على زيارة وشيكة سيقوم بها وزيرا خارجية مصر والأردن برفقة عدد من ممثلي الجامعة العربية إلى إسرائيل.
وقال متحدث باسم الجامعة، لـ «الأخبار»، إن «هذه المعلومات كاذبة، لا ينوى أي مسؤول في الجامعة العربية أو دولها الأعضاء، باستثناء مصر والأردن، القيام بأي اتصالات مع إسرائيل أو زيارتها في الوقت الراهن».
من جهة ثانية، بحث نشطاء سلام أردنيون وإسرائيليون في عمان أمس، سبل تحريك عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، وتلبية لدعوة وجهها رئيس الوزراء الأردني السابق عبد السلام المجالي.
وشارك نحو 30 شخصية إسرائيلية و10 شخصيات أردنية في الاجتماع الذي انضم إليهم فيه الملك الاردني عبد الله الثاني ورحب بالمشاركين به متمنياً لهم التوفيق، لكنه لم يشارك في مناقشاته.
وشارك في اللقاء رئيس حزب «ميرتس» يوسي بيلين ورئيسة كتلة «ميرتس» البرلمانية عضو الكنيست زهافا غلئون وعضوا الكنيست أميرة دوتان وأفيشاي برافرمان من حزب «العمل» والأديبان عاموس عوز ودافيد غروسمان ورئيس الشاباك السابق يعقوب بيري وأستاذ الفلسفة في جامعة تل أبيب أشير سيسار ونائب رئيس «الموساد» الأسبق دافيد كيمحي والصحافي ايتان هابر. ومن الجانب الأردني، شارك وزير الخارجية السابق هاني الملقي ومنذر حدادين الذي كان مسؤولاً عن ملف المياه في الوفد الأردني المفاوض إبان مفاوضات السلام الأردنية ـــ الإسرائيلية التي انتهت بتوقيع اتفاقية وادي عربة.