أنهى نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني زيارته للعراق أمس، بتشديد على أنّ الكرة موجودة الآن في ملعب سياسيّيه، وذلك بالتزامن مع المعركة في واشنطن حول تمويل القوّات، التي زادها حدّةً تجلّي موقف الجمهوريّين الناقد للفشل الواضح للرئيس جورج بوش.وقال تشيني أمس، خلال وجوده في قاعدة «سبايكر» العسكريّة الأميركيّة قرب تكريت حيث أمضى الليلة، إنّ السياسيّين العراقيّين هم الوحيدون القادرون على تحقيق الأمن في البلاد، موضحاً أنّ ذلك يتطلّب «إيجاد مناخ آمن وخصوصاً في بغداد حيث يعمل الجنود الأميركيون الى جانب قوات الأمن العراقية لتنفيذ استراتيجية جديدة».
وفيما لم يشر تشيني، وهو أرفع مسؤول أميركي يبيت في العراق منذ غزو عام 2003، إلى المعركة السياسية في واشنطن حول موضوع تمويل القوّات الأميركية، قال قائد قوّات الاحتلال في شمال العراق الجنرال بنيامين مكسون إنّ الموضوع «يؤثّر في الجنود معنويّاً وفي عملهم»، مضيفاً أنّ ذلك الجدل «قد أحبطنا بصورة كبيرة».
وفي هذا السياق، نقلت الصحف الأميركيّة أمس توجيه أعضاء «معتدلين» من الحزب الجمهوري في الكونغرس تحذيراً إلى بوش بوجوب تحسين الوضع في العراق قبل الخريف المقبل، وذلك خلال اجتماع تمّ الثلاثاء الماضي، ضمّ وزيرة الخارجيّة الأميركيّة كوندوليزا رايس ووزير الدفاع روبرت غيتس والمستشار السياسي لبوش كارل روف والمتحدّث باسم البيت الأبيض طوني سنو.
ونقلت شبكة «إن بي سي» التلفزيونية عن أحد أعضاء الكونغرس قوله «إنّ دائرتي الانتخابية جاهزة لتقبّل الهزيمة في العراق، ولكن ما نحتاج إليه يا سيّدي الرئيس (بوش) هو الصراحة والصدق»، مشيرةً إلى أن أحد النوّاب همس لزملائه قائلاً إنّه «لم تعد هناك صدقية، لا أريد أن ينتقل هذا الموقف إلى رئيس آخر، وبالطبع لا أريد أن ينتقل هذا الوضع إلى رئيس ديموقراطي».
وأظهر الاجتماع الذي عقد في البيت الأبيض، عدم الراحة التي يشعر بها الكثير من الجمهوريّين حيال الحرب على العراق، على رغم تأكيدهم الوقوف في وجه مشروع القانون الذي صاغه الديموقراطيّون، والذي صُوّت عليه في وقت متأخّر من ليل أمس.
وجدّد بوش أمس نيّته مواجهة المشروع بـ«فيتو» جديد، على أسس «ضرورة إعطاء مزيد من الوقت لتلمّس نتائج خطّة بغداد» و«ضرورة مواجهة هجمات تنظيم القاعدة المتزايدة عنفاً».
وبحسب مشروع القانون، تُموّل القوّات بـ 42.8 مليار دولار كدفعة أولى، وبعد تلقّي المجلس تقارير عن تقدّم الحرب في تمّوز المقبل، يصوّت الكونغرس في أواخر الشهر نفسه على إمكان توفير 52.8 مليار دولار أخرى لمواصلة الحرب في العراق حتى أيلول المقبل أو استخدام الأموال لسحب غالبية القوّات في نهاية هذا العام.
ومن جهته، علّق غيتس، خلال شهادته أمام لجنة من مجلس الشيوخ أوّل من أمس، على مشروع القانون، بالقول إنّ فكرة التمويل على مرحلتين ستسبّب كوابيس في وزارة الدفاع (البنتاغون) في ما يتعلّق بالموازنة، مضيفاً أنّ المشروع «يطلب مني إدارة وزارة الدفاع كزورق صغير وأنا أحاول قيادة أكبر ناقلة عملاقة في العالم».
وتوقّع غيتس أن يؤدّي تقويم نتائج تعزيز القوّات في العراق في أيلول المقبل، إلى توجيه الاستراتيجية الأميركية في هذا البلد نحو سكّة جديدة من دون أن يسفر عن تحرّكات «متسرعة»، متعهّداً للكونغرس بتقديم تقويم «نزيه»، وكاشفاً للصحافيين لاحقاً أنّه يدرس حاليّاً حلولاً بديلة في حال عدم وجود نتائج مرجوّة.
ميدانيّاً، قتل 4 أشخاص في هجمات متفرّقة في أنحاء العراق أمس، فيما أفادت الشرطة العراقيّة أنّها عثرت على 28 جثّة، وأعلن الجيش الأميركي أنّه قتل ثلاثة «مهرّبي أسلحة من إيران» خلال غارة جويّة على مدينة الصدر في بغداد.
(أ ب، رويترز، أ ف ب، د ب أ،
رويترز، يو بي آي)