strong>غزة ــ رائد لافي
الأجهزة الأمنية تتّهم «القسام» بخطف دورية عسكرية... و«حماس» تشدّد على حماية المقاومة

عادت الاشتباكات الداخلية أمس إلى الساحة الفلسطينية مع تطبيق الخطة الأمنية في قطاع غزة، حيث أصيب نحو عشرة فلسطينيين، بينهم ثلاثة من عناصر الأمن الوطني.
واندلعت الاشتباكات أمس في محيط مجمع الأجهزة الأمنية المعروف باسم «السرايا» في شارع الجلاء وسط المدينة. واتهمت مصادر أمنية فلسطينية عناصر من «كتائب عز الدين القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، بإطلاق النار على أفراد الأمن الوطني، الأمر الذي سبّب اندلاع الاشتباكات، فيما لم تصدر رواية رسمية عن «كتائب القسام».
غير أن مصادر صحافية محلية قالت إن الاشتباكات اندلعت عندما اعترض عناصر من الأجهزة الأمنية سيارة تقل عناصر من «كتائب القسام» واحتجزتهم، فتدخلت مجموعات من «كتائب القسام» لـ«تحرير زملائهم».
وقال مكتب الإعلام التابع للأمن الوطني، في بيان، «إن سيارة تابعة لكتائب القسام أطلقت النار على أفراد الأمن الوطني المنتشرين في شارع الجلاء وسط مدينة غزة لحفظ الأمن والنظام ووقف عمليات الفلتان الأمني». وأضاف: «إن إطلاق النار أدى إلى إصابة عدد من أفراد الأمن الوطني ومواطنين فلسطينيين حيث تمت ملاحقة السيارة التابعة للقسام والسيطرة عليها، غير أن أفرادها تمكنوا من الفرار».
وقال شهود عيان وسكان في المنطقة إن إطلاق النار بدأ عند الساعة الثالثة فجراً، واستمر لنحو ساعتين، الأمر الذي ألحق أضراراً مادية في عدد من المباني والمنازل السكنية، وأشاع أجواء من الرعب في نفوس المدنيين.
وفي تطور لاحق، قالت مصادر أمنية إن عناصر من «كتائب القسام» اختطفوا ثلاث سيارات رباعية الدفع، يستقلها 18 عنصراً من الأجهزة الأمنية، أثناء قيام الدورية الأمنية بعملها في حفظ الأمن والنظام شرق المدينة.
ونفى المتحدث باسم «حماس» أيمن طه هذه «الادعاءات»، متهماً شرطة الاستخبارات العسكرية التابعة لقوات الأمن الوطني بافتعال الحادث. وقال، لوكالة «فرانس برس»، إن «المشكلة بدأت عندما أوقف عناصر من الاستخبارات العسكرية عنصراً من «حماس» كان عائداً من مهمة، فاعتقل وصودر سلاحه، وعندما تقدمت قوة مؤازرة من كتائب القسام، بادرت عناصر الاستخبارات بإطلاق النار عليهم ما حدا القوة إلى الرد».
وبعدما شدّد على حرص حركته على استمرار الوفاق وإنجاح الخطة الأمنية، أوضح طه أن «حماس لن تقف مكتوفة الأيدي، ولن تتهاون إذا استمرت تجاوزات الأمن الوطني». وطالب بسحب قوات الأمن الوطني من الشوارع داخل المدن لأن «مهمتها أن تبقى في المناطق الحدودية ولا نريد مظاهر العسكرة».
وتابع طه قائلاً إن «لدى حماس اعتراضاً على انتشار الأمن الوطني ومشاركته في تنفيذ الخطة الأمنية»، مشيراً إلى أنه «لا بد من أن تنتشر الشرطة وأفراد القوة التنفيذية (غالبية أعضائها من حماس)». وشدد على أن الخطة الأمنية هدفها «إنهاء الفلتان والفوضى الأمنية، لا المس بالمقاومين... لا نقبل بأي مس بالمقاومين أو محاصرتهم».
وكانت «حماس» قد دعت وزير الداخلية هاني القواسمي، في بيان عقب انتشار عناصر الأجهزة الأمنية أول من أمس، إلى «حماية المقاومة وعدم عرقلة عمل المقاومين الذين يتأهبون للدفاع عن غزة بين لحظة وأخرى إذا نفذت قوات الاحتلال تهديداتها باجتياح القطاع».
وفي السياق، أطلق مسلحون النار على المواطنين محمد أبو حميدان وفريد علوان في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، ما أدى إلى إصابتهما بجروح متفاوتة، فيما أصيب مواطن ثالث في منطقة التوام شمال مدينة غزة.
وأعلنت «سرايا القدس»، الذراع المسلحة لحركة الجهاد الإسلامي، مسؤوليتها عن قصف مدينة المجدل الإسرائيلية صباح أمس بصاروخ محلي.
وقالت «السرايا»، في بيان، إنها أطلقت صاروخاً من طراز قدس متوسط المدى تجاه المدينة الواقعة جنوب إسرائيل. ورأت أن «العملية جزء من سلسلة الردود الأولية على الجرائم الصهيونية بحق أبناء شعبنا الفلسطيني ومجاهديه في ضفة الصمود وقطاعنا الحبيب».
وشن الجيش الإسرائيلي أمس حملة اعتقالات طالت مقاومين من حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في الضفة الغربية بدعوى أنهم «مطلوبون».
إلى ذلك، توقّع وزير المالية الفلسطيني سلام فياض أمس أن تصدر الولايات المتحدة قراراً رسمياً وشيكاً توافق فيه على تعامل المصارف مع حساب الدائرة الاقتصادية التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وقال فياض، لصحيفة «الأيام» الفلسطينية، إن «من شأن هذا القرار أن يسهل كثيراً العمل المالي الفلسطيني»، معرباً عن اعتقاده أن «ما بقي أمام الإعلان الأميركي للقرار هو فقط مسائل إجرائية».