strong>برلين ـــ غسان أبو حمد
واصلت الشرطة الألمانية امس حملة مداهمات لمراكز تجمع القوى الشعبية واليسارية المناهضة لانعقاد قمة الدول الصناعية الثماني الكبرى، المقررة في السادس من شهر تموز المقبل، في مدينة هايليغنزيه في شمال ألمانيا.
وتجاوز عدد المعتقلين من الشباب المناهضين للعولمة في مدينة هامبورغ خمسين معتقلاً، بحسب آخر التقارير، بينما تواصلت حملة المداهمات للعديد من مراكز تجمع القوى اليسارية في العاصمة برلين، وأدت إلى اعتقال عدد من الرموز الشبابية التي توزع مناشير ودعوات استنكار وتظاهر ضد انعقاد القمة.
وشهدت مدينة هامبورغ امس اشتباكات عنيفة بين رجال الشرطة ونحو ألفي متظاهر بدأوا مسيرة احتجاج على انعقاد قمة مجموعة الثماني، تحت شعار «التضامن مع ضحايا الاضطهاد».
وتحدّثت تقارير الشرطة الألمانية عن إصابة بعض رجالها (ثلاثة) بجراح طفيفة، نتيجة إصابتهم بالزجاجات الفارغة والأسهم النارية التي أطلقها المتظاهرون.
أما في برلين، فقد انطلقت تظاهرة اول من أمس، شارك فيها نحو ثلاثة آلاف متظاهر، معظمهم من الشبان، طالبت بمنع انعقاد القمة على الأراضي الألمانية.
وعلى الرغم من الطابع السلمي والهادئ للتظاهرة، إلا أن حملة المداهمات شملت العديد من الرموز اليسارية، حيث نجحت عدسات التصوير التي يحملها «المندسون والمخبرون» بالتقاط صورهم الشخصية.
وأفادت التقارير الرسمية والصحافية بأن أكثر من ألف شرطي ورجل تحرّ، دهموا نحو أربعين مركزاً من مراكز التجمع اليسارية (مقاه ومنازل ونواد) في كل من برلين وبراندنبورغ وهامبورغ وبريمن وساكسونيا وقبضوا على عدد من الرموز.
واتهمت القوى اليسارية السلطات الألمانية بافتعال مبكر لمناخ من الفوضى وتدهور الأوضاع قبل وقت من انعقاد القمة، في محاولة لبسط الهيمنة والتسلط تمهيداً لتخويف الناس ولتمرير موعد القمة في مناخ من التأييد الشعبي المصطنع.
ونقلت وكالة «شتيرن أونلاين» عن مصادر الادعاء العام معلومات عن وجود مخطط إرهابي، يقضي ببعض فصوله، بإشعال النيران في العديد من المؤسسات الرسمية في المدن الألمانية الكبرى والقيام بعمليات تخريب، هدفها تعطيل انعقاد قمة الثماني.
وكشفت بعض التقارير الصحافية عن أن السلطات الألمانية شاءت فتح المعركة والمواجهة مع المناهضين للعولمة، باكراً، في محاولة «لكشفهم وإخراجهم من أوكارهم» قبل موعد انعقاد القمة.
ودانت الأحزاب اليسارية، ومنها حزب البيئة «الأخضر» ومنظمة شبيبة الحزب الاشتراكي الديموقراطي «يوزوس»، أمس تصرفات الشرطة الألمانية واتهمتها بالتصرفات «السخيفة غير المبرّرة» التي تزيد من حدة الفوضى وتوتير الأوضاع، بينما اتهم أكبر التنظيمات اليسارية المناهضة للعولمة، والذي يحمل تسمية «أتّاك» (هجوم)، الشرطة الألمانية بالسعي إلى «تجريم جميع القوى الشعبية المناهضة للعولمة».
في المقابل، أكد رئيس نقابة الشرطة كونراد فرايبرغ امتلاك معلومات تشير إلى خطورة المرحلة المقبلة وإلى بعض المخططات التي يسعى لتنفيذها المناهضون للعولمة. وقال كونراد، في حديث لصحيفة «أوزنابروك»، إن عدد المناهضين للعولمة تضاعف ولديهم مخططات لإشعال الحرائق وتسبيب الفوضى وهدم الاستقرار في البلاد».
من ناحيته، توقّع وزير الداخلية الألماني فولفغانغ شويبله، تصعيداً لأعمال العنف والتخريب في الأيام المقبلة، لكنه رفض استخدام قوة من الجيش الألماني لقمع المتظاهرين خوفاً من تصعيد وتيرة التوتر والعنف إسوة بما حدث في الماضي إبان انعقاد قمة الثماني في لندن.