عمدت الإدارة الأميركية أمس إلى زيادة التوتر مع موسكو، عبر مزيد من التدخّل في شؤونها، تولّته وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، التي قالت إن واشنطن وحلفاءها الاوروبيين «قلقون جداً» من السياسة التي ينتهجها الكرملين حالياً، «وخصوصاً في تجميع السلطات في يد الرئيس».ولم توفّر رايس، خلال جلسة استماع امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، الانتخابات الرئاسية المقرّر اجراؤها السنة المقبلة في روسيا، فأملت أن تكون «انتخابات حرة ونزيهة».
تصريحات رايس تلت مباشرةً محادثات هاتفية أجراها الرئيس الاميركي جورج بوش مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أمس، بحثا خلالها «الإعداد لقمة مجموعة الثماني والعلاقات الاميركية ـــ الروسية ومسائل دولية أخرى»، بحسب المتحدث باسم الكرملين ألكسي غروموف.
وما لم تفصح عنه رايس، قاله مساعدها للشؤون السياسية، نيكولاس بيرنز، لصحيفة «لوموند» الفرنسية، عندما قال إن الروس «مخطئون» في النظر الى مشروع الدرع الاميركية المضادة للصواريخ كونها مشروعاً هجومياً، «لأنه نظام وقائي دفاعي».
وعن الملف النووي الإيراني، استبعد بيرنز أن تقاطع روسيا واشنطن في المفاوضات حول ايران، لأن «لروسيا مصلحة وطنية واضحة في ألا تتمكن طهران من تطوير صواريخ نووية».
وفي إشارات استفزازية جديدة، دعا بيرنز الروس الى «ان يفهموا انهم لا ينتمون الى حلف شمالي الاطلسي وبالتالي فإنهم ليسوا في موقع يتيح لهم تعديل مشروع الدرع الصاروخية»، مشيراً إلى أنّ معظم الحلفاء في «الاطلسي» «يدعمون الآن موقفنا بسبب تشبث موسكو بموقفها».
من جهتها، شددت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل على أهمية السماح بالتظاهرات المقرَّر تنظيمها في روسيا على خلفية القمة الاوروبية ـــ الروسية الاسبوع المقبل في مدينة سامارا الروسية.
وبعد الأزمة التي فجّرتها استونيا مع موسكو الشهر الماضي حين قرّرت تغيير موقع تمثال الجندي الذي يعود للحقبة السوفياتية، حان دور بولندا لعرض مشروع على البرلمان لنقل نصب يعود للعهد السوفياتي أيضاً، وهو ما ينذر بإثارة مشكلة جديدة بين موسكو ووارسو؛ وهذا ما بدت ملامحه حين احتجت روسيا على مشروع القانون المقترح، حيث وصفه وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف بأنه محاولة «لإعادة كتابة التاريخ».
وفي هذا السياق، أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة «رزيسبوسبوليتا» البولندية أمس، أن معظم البولنديين يعارضون خطط الحكومة لنقل النصب التذكارية.
وفي استونيا، لم تنتهِ ملابسات الإشكال الدبلوماسي بين موسكو وتالين على الرغم من إعلان السلطات الاستونية أمس أنها خففت الإجراءات الأمنية حول الموقع السابق لنصب تذكاري يعود للحرب العالمية الثانية؛ فقد أعلن مسؤولون روس أمس أنهم سيغلقون جسراً يؤدي إلى شمال شرق استونيا تستخدمه مئات الشاحنات يومياً، الأمر الذي تتخوّف منه الدولة المطلّة على البلطيق، نظراً لحيوية الجسر من الناحية الاقتصادية.
وفي آخر حلقات مسلسل الأزمة الأوكرانية، قال نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين أمس، إن روسيا مستعدة لأداء دور الوسيط لتسوية الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد إذا تلقت طلباً من جميع الأطراف المتنازعة.
(ا ف ب، د ب أ، يو بي آي، رويترز)