يحيى دبوق
نقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن مسؤولين عسكريين إسرائيليين رفيعي المستوى قولهم إن حزب الله استعاد جزءاً كبيراً من قوته الصاروخية الطويلة والقصيرة المدى. وأضافت الصحيفة، نقلاً عن المسؤولين أنفسهم، ان «نشطاء حزب الله يعودون إلى الجنوب اللبناني»، مشيرةً إلى أنه من الممكن ملاحظة التطور في بناء البنى التحتية للتنظيم في القرى اللبنانية التي هدمت في الحرب، إضافة إلى نصب أبراج مراقبة من أجل «العودة لجمع المعلومات الاستخبارية حول إسرائيل».
وأشارت المصادر العسكرية الإسرائيلية إلى أنّه حتى هذه الساعة لا يظهر مقاتلو حزب الله مسلحين، وأن قدرتهم على العودة إلى القرى نابعة من أنّ قوات اليونيفيل الدولية لا تملك تصريحاً للدخول إلى القرى من أجل وقف إعادة بناء البنى التحتية العسكرية التابعة للحزب، بحيث يسمح لقوات «اليونيفيل» بالعمل فقط خارج القرى وفي المساحات المفتوحة و«المحميات الطبيعية».
وأضافت المصادر العسكرية أنَّ مراقبة الجيش اللبناني للحدود مع إسرائيل وسوريا جزئية للغاية في أعقاب «صراعات القوى السياسية» التي تعيشها الحكومة والمجتمع اللبنانيين. كما ذكرت الصحيفة أنّ «ضعف حكومة (الرئيس فؤاد) السنيورة» يعوقها من فرض سيطرتها، مشيرة إلى أنّ لهذه الحكومة مصلحة واضحة في وقف تهريب الأسلحة عبر الحدود السورية ـــ اللبنانية، كونه «يزعزع النظام ويلحق الضرر بالاقتصاد، ولكنها لا تحاول فرض سيطرتها لإجراء توازن بين القوى في داخلها وتفضّل السير بين النقاط».
وقالت المصادر العسكرية إن حزب الله رمّم بشكل كبير جداً كمية الصواريخ القصيرة والطويلة المدى التي أطلقها وفقدها في حرب لبنان الثانية. وأضافت أن «التنظيم يجد، في المقابل، صعوبة في ترميم القوى العاملة داخله. ويعود السبب في ذلك إلى خسارته المئات من مقاتليه» في الحرب الأخيرة.
وأضافت الصحيفة أن الأجهزة الأمنية في إسرائيل «تؤمن» بأن حزب الله «فقد من حرية العمل» الذي تمتع بها في الساحة الداخلية في لبنان قبل العدوان الأخير «على الرغم» من تصريحات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
وفي السياق، رأى وزير الدفاع الإسرائيلي عامير بيرتس أن المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في 29 تموز الماضي في قانا كانت «نقطة تحول في حرب لبنان الثانية، لأن لبنان رفض على إثرها استقبال وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس».
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن بيرتس قوله، خلال ندوة «سبت الثقافة» الأسبوعية في مدينة بئر السبع، أنه «حتى ذلك الوقت، كان الشعور (لدى القيادة الإسرائيلية) بأنه يتم تحقيق إنجازات، وعندما وقع الحادث في قرية قانا كانت وزيرة الخارجية الأميركية رايس في البلاد وفي لقاء معي. وفجأة دخل أحد مساعديّ مع الصورة التي يجري بثّها في العالم، وبدلاً من أن تسافر رايس من إسرائيل إلى لبنان كما كان مخططاً، قالوا لها في لبنان بألّا تحضر، ومن حينها بدأت الأمور تسير بشكل مختلف».
كما تطرق بيرتس، خلال كلمته، إلى السرعة الكبيرة التي قررت فيها الحكومة الإسرائيلية شن حرب على لبنان. وقال إن «الجيش الإسرائيلي يجب أن يكون مستعداً لساعة الحقيقة ومن دون تحذير مسبق». وأضاف «يتساءلون لماذا اتخذنا قراراً متسرعاً، لكن ماذا كان سيحدث لو إن إحدى قوات العدو هاجمت الحدود؟ هل كانوا سيقترحون أن نتريث لفحص ما إذا كنا مستعدين؟».